الميليشيات الشيعية المتطرفة في اليمن "الحوثيون" سيطروا على نصف البلاد، وبات "باب المندب" الرئة الجنوبية لقناة السويس بحوزة جماعات التطرف الشيعي الموالية لإيران.. وبمعنى أدق بات أمن قناة السويس مرهونًا برضا أو سخط طهران على القاهرة! مصر في حرب "وجود" مع الإرهاب.. والحوثيون جماعة إرهابية بحسب التصنيف الخليجي الحليف للرئيس السيسي.. فلم لا تتخذ مصر موقفًا متشددًا من الإرهاب الشيعي، الذي أحكم قبضته على عنق أهم مجري ملاحي في مصر، ومصدر قوتها اليومي تقريبا؟! ظاهرة محيرة!!.. القاهرة لم تظهر هادئة أو "مستسلمة" أمام مد الطوق الشيعي المسلح والمتطرف حولها وحسب.. وإنما تتودد إليه.. ويحظى الآن بتدليلها بشكل بالغ الاستفزاز! الرئيس السيسي زار الرياض مركز ثقل الإسلام السني في العالم وهي أول هدف في ميدان رماية طهران في الشمال "العراق" وفي الجنوب "اليمن".. والمدهش أن الزيارة جاءت بالتزامن مع خطوات مصرية لتطبيع علاقات القاهرة مع الانقلابيين الشيعة أعداء المملكة العربية السعودية باليمن ومع حليفهم الرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح، وهو "التطبيع" الذي كشف عنه مسؤول حوثي رفيع المستوى للزميلة "الشروق" منذ أيام، وقال: "إن هناك لقاء تم بين ممثلين للجماعة مع السفارة المصرية في اليمن منذ أسبوعين، وأسفر اللقاء عن تفاهمات كبيرة"! ولا أدري على أي أساس من المصلحة ارتكزت إليه القاهرة، في تطبيع علاقاتها مع واحدة من أخطر الجماعات الإرهابية في منطقة الخليج؟! والتي تتمدد لخنق حافظة النقود الخليجية جنوبًا.. بالتوازي مع التهديد الإيراني والداعشي في الشمال؟! المسألة لا تتوقف عند هذا الحد، فمصر استقبلت وفودًا تابعة لعلي عبد الله صالح، ونشرت صحف مصرية حوارات مطولة معه، أهان فيها الربيع العربي والثورة المصرية بالتبعية وأثنى على الرئيس المخلوع حسني مبارك.. وتحتفي القاهرة أيضًا بنجله العميد يحيى، حيث سمحت له بتنظيم لقاءات دعائية لأبيه ولنظامه من خلال بعض المؤتمرات! سؤال المصلحة هنا يظل حاضرًا: فعلى أي أساس تتحمس القاهرة لمثل هذه "التفهمات" مع أعداء السعودية "الحوثيين" من جهة ومع أعداء الشعب اليمني "على عبدالله صالح" من جهة أخرى؟! ليس بوسعي التأكد، من رد الفعل الشعبي اليمني.. فمصر قد تكسب على عبد الله صالح ولكنها ستخسر الشعب اليمني.. وقد تكسب الحوثيين ولكنها ستخسر السعودية بالتأكيد. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.