قالت مجلة "المونيتور"الأمريكية، إنه من خلال حديث أجري مع لواء متقاعد من النخب المحسوبة على الأحزاب الليبرالية اتضح مدى ضحالة المعرفة بأحوال سيناء لدى قطاع كبير من الشعب المصري سواء لدى النخب السياسية والأمنية أو العامة. وفيما طرحت تساؤلاً: "ما سبب هذا التعميم عن أهالي سيناء"؟، نقلت عن أحد شيوخ سيناء قالت إنه رفض ذكر اسمه إن "التعتيم الإعلامي المتعمد بتعليمات أمنية يعد أحد الأسباب التي شاركت في تنامي الشك والريبة لدى الشعب المصري من سيناء". وأضاف: "الصحف والفضائيات المصرية لا تطرح سوى أخبار مقتل أبناء المؤسسات العسكرية القادمين من المحافظات الأخرى برصاص الجماعات الدينية المتطرفة بينما لاتهتم بنقل معاناة أهالي سيناء القابعين بين فكي الممارسات الأمنية القمعية وتغول التطرف الديني المسلح". وحول الهدف من التوجيه الأمني للإعلام عن ما يحدث في سيناء، قال المصدر إن "الأنظمة المصرية المتعاقبة وخاصة نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالي نجح في فصل سيناء عن باقي المحافظات بتشويه صورتنا من خلال إعلاميين مواليين للنظام في الصحف والفضائيات وتصويرنا للشعب بأننا نقاتل الدولة ولا نساندها وذلك لتمرير أجندات سياسية ومصالح إقليمية ودولية متفق عليها لضمان بقاء النظام وحلفائهم في الجوار خاصة تنفيذ مشروع المنطقة العازلة الذي يخدم مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي". ونقلت المجلة عن محمد حسن، من أهالي مدينة الشيخ زويد الحدودية، قوله: "الإعلام المصري أحادي الصوت والتوجه، يطالب بإبادتنا بشكل ممنهج في محاولة لتأهيل الشعب على الاصطفاف مع النظام الحاكم في إقامة مجازر عرقية بسيناء لتصبح خالية لمخططاتهم ومصالحهم المشبوهة". وقالت إنه "في مطلع شهر فبراير الجاري طالب الكاتب بصحيفة "الوطن" المصرية والمقرب من النظام الحاكم محمود الكردوسي، من الرئيس السيسي حرق سيناء بأخضرها ويابسها بالنابالم". كما طالب الكاتب الصحفي، سليمان جودة المحسوب أيضًا على النظام خلال مقال نشر بصحيفة "المصري اليوم"، بتدمير سيناء قائلاً: "إذا كانت سيناء ستظل تمثل صداعاً مزمناً لنا بهذه الصورة، فلندمرها عن آخرها، ولنحرقها، ولنشعلها نارًا"، ولنطاردهم فيها من أول شبر فيها إلى آخر شبر، فلا يبقى على أرضها كائن حي". وأشارت "المونيتور" إلى رد النشطاء في سيناء على ما وصفوه ب "الفاشية الإعلامية الممنهجة تجاههم، بالكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي عن بطولاتهم على مدار التاريخ في حماية الحدود المصرية ومساعدة الجيش في الانتصارات الحربية ورفضهم تدويل سيناء عام 1968". ونقلت المجلة عن أحد ضباط الجيش العاملين ميدانيًا في الحملات العسكرية بسيناء قوله "هناك حالة عزوف من أهالي سيناء عن مساعدة الجيش بالمعلومات أو العمل الإرشادي للجيش في المناطق التي يختبئ فيها الإرهابيون". وقالت إنه "في 11 أغسطس عام 2012، تعرض الشيخ خلف المنيعي أبرز شيوخ السواركة أكبر قبائل سيناء، للاغتيال برصاص مسلحين من تنظيم بيت المقدس، وفي السابع من أغسطس 2013، تعرض النائب عبد الحميد سلمي أحد وجهاء الفواخرية كبرى عائلات العريش، للاغتيال برصاص نفس التنظيم فور إعلانهم الدعم الكامل للجيش في الحرب على الإرهاب، إضافة إلى العشرات من الشيوخ وأبناء القبائل تعرضوا للاغتيال والذبح على يد تنظيم بيت المقدس، انتقامًا لدعمهم قوات الجيش، بينما يتهم الأهالي الإعلام بعدم تسليط الضوء على هذه الحوادث". وقال أحد النشطاء من مدينة رفح الحدودية رفض ذكر اسمه خوفًا من الملاحقة الأمنية أو الإرهابية : "عقب ثورة يناير 2011، سعدنا للغاية بدخول الجيش لأول مرة في سيناء بعد انسحاب الشرطة التي تعد رمزًا للألم والمعاناة لأهالي سيناء الذين أجمعوا على ضرورة دعمهم للجيش وفتح صفحة جديدة مع السلطات الحاكمة، إلا أننا تفاجئنا بأن الجيش في حملاته العسكرية على مدار العامين الماضيين لا يفرق بيننا وبين المتطرفين، بل نتعرض نحن المدنيين للتنكيل والمعاناة في حين يتحرك الإرهابيون بحرية تامة يوميًا". وتابع: "معظم الأهالي ابتعدوا عن مساعدة قوات الجيش في الحرب على الإرهاب لعدة أسباب الأول هو تعرض جميع المدنيين بلا استثناء للظلم من الحملات العسكرية في مدينتي الشيخ زويد ورفح بلا ذنب وعدم التفرقة بيننا وبين العناصر الإرهابية، والثاني عدم حماية الجيش للمدنيين الذين ساهموا في تزويدهم بالمعلومات عن العناصر المتطرفة، والثالث ذبح تنظيم بيت المقدس للعشرات من أبناء سيناء لتعاونهم مع الجيش ما أدى للخوف من التعرض للذبح دون حماية من الجيش، الرابع هو عدم تسليط الضوء على جهودنا بجانب استمرار تهميشنا وتصويرنا إعلاميًا كشياطين". في قرية الشلاق الواقعة غرب مدينة الشيخ زويد، يقف أحد أبناء قبيلة السواركة، أكبر القبائل في سيناء، بالقرب من شجرة يظهر أسفلها بقع داكنة من الدماء بالقرب من الطريق الدولي المتجه إلى مدينة العريش، قائلاً بعدما رفض نهائيا نشر اسمه "هذه الدماء لأحد أقاربه ذبح بالسكين بالقرب من منزل أسرته في 14 يناير 2015، من قبل تنظيم بيت المقدس لتعاونه مع الجيش وإمداده بمعلومات عن أماكن اختباء الإرهابيين". وتابع "الشاب المذبوح خطف قبل ذبحه بأسبوع، من قبل مسلحين واتجه أٌقاربه على الفور إلى الجيش في محاولة لمساعدتهم في استرجاع ابنهم، إلا أن الجيش لم يبد أي اهتمام الأمر الذي قابله الأهالي بالحسرة على ابنهم". أما أحمد من أبناء قبيلة الإرميلات، أحدى أكبر القبائل في سيناء، فقال: "صدمني الحديث الإعلامي عن حادثة ذبح الأقباط في ليبيا على أنها أول حادثة لذبح مصريين على يد تنظيم داعش، في حين يذبح التنظيم العشرات من أهالي سيناء باستمرار على الطرقات العامة لمساعدتهم للجيش". http://www.al-monitor.com/pulse/en/contents/articles/originals/2015/02/egypt-media-biased-sinai-residents-terrorism-army.html