طالب سليمان جودة - كاتب الأهالى سابقا والمصرى اليوم حاليا– بإبادة كل كائن حى فى سيناء قائلا: "إذا كانت سيناء سوف تظل تمثل صراعا مزمنا لنا بهذه الصورة؛ فلندمرها عن آخرها، ولنحرقها، ولنشعلها نارا، ولنطاردهم فيها من أول شبر إلى آخر شبر، فلا يبقى على أرضها كائن حى، نعم فليخرج منها أبناؤها الشماليون قليلا، إذا كان لا بد من هذا لتهلك من بعدهم كل كائن حى هناك، ولا استثناء". مقال "جودة" لاقى انتقادات بالجملة لُغويا وسياسيا ووطنيا: فمع رفض أى مواطن، أو حتى أى صاحب عقل للعمليات المتكررة بقتل الجنود المصريين، إلا أن تعبير قتل وإبادة كل كائن حى، الذى كرره جودة عدة مرات فى ثلاثة سطور معناه إبادة كل الزرع والضرع، فلا تبقى شجرة زيتون واحدة، ولا ناقة ولا جمل. وفراغ سيناء تماما لا يكون سوى لصالح العدو الصهيونى المتربص بسيناء وتفتيت الوطن، ولا يعرف أحد، لماذا أغفل جودة المطالبة بمحاكمة من تعمدوا عدم إعمار سيناء، وزرعها بالبشر؛ ليكون خير مدافع عنها ضد أى خطر مهما كان نوعه.. ولكن لا عجب إذا ما عرفنا أن جودة ترك المعارضة؛ ليكتب فى صحيفة لا تعرف عداءً للصهاينة. وعلى رأى المثل: الجودة بالموجودة.