حصلت "المصريون" علي تقرير صادر من هيئة السلامة البحرية التابعة لوزارة النقل البحري عن ملابسات غرق العبارة السلام 98 .. وقد احتوي التقرير على معلومات لا تتفق وما تم الكشف عنه من ملابسات غرق العبارة المذكورة !! .. ركز التقرير الذي صدر متأخرا بعد أكثر من أسبوع على الحادث على محاولة تبرئة شركة السلام وإرباك جهات التحقيق . حمل التقرير توقيع عميد بحري سابق عمرو أمين عارف مدير مركز العمليات وإدارة الأزمات بهيئة السلامة البحرية . وتحدث عن نقطتين رئيسيتين : الأولى معلومات عن السفينة .. والثانية معلومات حول الحادث . قال التقرير إن العبارة المنكوبة اتصلت الساعة الثانية فجرا من صباح الجمعة بالعبارة سانت كاترين بواسطة جهاز VHF على بعد 55 ميل من سفاجا ثم انقطعت اتصالاتها بعد ذلك بالشركة .. ولم يوضح التقرير هل كان الاتصال للاستغاثة أم كان اتصالاً يبلغ الشركة بأن العبارة تغرق ؟ .. وتجاهل التقرير فحوص الاتصال بين العبارة المنكوبة والشركة. وأشار التقرير إلى أن شركة السلام قامت بإخطار مركز لشرق الأوسط للبحث والإنقاذ الذي قام مع بداية أول ضوء بإرسال طائرات بحث كما أرسلت الشركة وفق ما ذكره التقرير3عبارات للبحث عن العبارة المفقودة ولم يتم التوصل لشيء . ولم يذكر التقرير كذلك التوقيت الذي أرسلت فيه الشركة إلى مركز الشرق الأوسط للبحث والإنقاذ ، ولا التوقيت الذي أرسلت فيه العبارات الثلاثة ولا أسماء تلك العبارات ولا الموانئ التي خرجت منها للبحث . وأكد التقرير أيضا أن الشركة تيقنت من غرق العبارة بمجرد انتشال بعض الجثث وبعض الناجين ، متجاهلا التوقيت وكأن التقرير يتعمد التجهيل. وفي موضع أخر أشار تقرير هيئة السلامة البحرية إلى أن مركز علميات هيئة موانئ البحري الأحمر أفاد يوم الجمعة 3 / 2 / 2006 ظهرا بتأخر وصول العبارة السلام 98 لسفاجا والتي كان مقررا لها الساعة 2.30 ظهر طبقا للمخطط ، وهو الأمر الذي يشير أن مركز عمليات هيئة موانئ البحر الأحمر لم تكن تعلم بغرق العبارة حتى الساعة 1.45 دقيقة ظهرا وكانت تنتظر وصولها كما كان مقررا. وفي موضع أخر من التقرير قال إنه في الساعة 7.50 من صباح الجمعة تحقق اتصال متقطع مع العبارة المنكوبة يفيد أنها في الموقع 827 درجة شمالا و 3434 درجة شرقا ، برغم أن السفينة حسب روايات الناجين وحسب كل ما أعلن أن العبارة غرقت في قاع البحر الأحمر الساعة الثانية فجرا من صباح الجمعة فكيف يتم الاتصال بعبارة غرقت في قاع البحر بعد أكثر من 6 ساعات ؟!! . وبرغم أن التقرير أفاد في موضع سابق أن الشركة صاحب العبارة المنكوبة أخطرت مركز الشرق الأوسط للبحث والإنقاذ بإرسال طائرات بحث مع أول ضوء، وأنها أرسلت 3 عبارات للبحث، وذلك بعد انقطاع اتصالات الشركة مع العبارة المنكوبة الساعة الثانية من فجر الجمعة فإن تقرير هيئة السلامة البحرية يعود ويعترف أن مركز البحث والإنقاذ دفع بأول طائرة له للبحث الساعة 11 صباحا وتبين له أن السفينة غرقت وأن البحث والإنقاذ جار بمعرفة القوات البحرية بطائراتها ووحداتها الساعة 11 صباحا .. فكيف يتفق هذا ما أعلنه التقرير من أن مركز عمليات هيئة موانئ البحر الأحمر حتى الساعة 1.45 دقيقة كانت تنتظر وصول العبارة ولم تعلم بغرقها .. وكيف يتفق هذا مع ما يزعمه التقرير من أنه تم إجراء اتصال منقطع مع السفينة المنكوبة الساعة 7.50 صباح الجمعة برغم أنه كان قد تأكد غرقها وتقوم وحدات القوات البحرية بأعمال البحث ؟! . تقرير هيئة السلامة البحرية طرح أكثر من سؤال بدلا من أن يجيب عن تساؤلات الناس كما أنه زاد من غموض الحادث بدلا من أن يفك بعض ألغازه . ويبقي السؤال: لمصلحة من يصدر مثل هذا التقرير الفضيحة؟