وصل إلى القاهرة، مساء اليوم الأربعاء، عبد الله الثني، رئيس الحكومة الليبية التابعة لمجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، على رأس وفد رفيع المستوى، فى زيارة لم يعلن عنها من قبل. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، هما حكومة الثني التابعة لمجلس النواب، الذي قضت بحله المحكمة الدستورية العليا في العاصمة طرابلس، ويدعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد عملية "كرامة ليبيا"، بينا على الجانب الآخر حكومة عمر الحاسي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، المنتهية ولايته وعاود الانعقاد، والتي تتخذ من طربلس مقرا لها. وقالت مصادر ملاحية في مطار القاهرة إن "الوفد، الذي وصل على متن طائرة خاصة، ضم، بجانب الثني، كلا من فتحي عبد الحفيظ، وزير التعليم، ومبروك عمران، وزير العدل" في حكومة الإنقاذ الوطني التي تعترف بها المؤسسات الدولية. واكتفى مصدر دبلوماسي مصري، فضل عدم نشر اسمه، في تصريح لوكالة "الأناضول"، بالقول إن الوفد الليبي يزور القاهرة لتقديم العزاء في 21 مسيحيا مصريا أعلن تنظيم "داعش"، منتصف الشهر الجاري، ذبحه لهم في ليبيا. وفي اليوم التالي، قصفت طائرات حربية مصرية ما قالت القاهرة إنها أهداف ل"داعش" في مدينة درنة شرقي ليبيا. وبينما اجتمعت حكومتا الثني والحاسي على إدانة ذبح هؤلاء المصريين، قالت الأولى إن الغارات المصرية تمت بالتنسيق معها، فيما نددت حكومة الحاسي بتلك الغارات، معتبرة إياها "عدوانا على السيادة الليبية". ودعت القاهرة، الأسبوع الماضي، مجلس الأمن الدولي إلى رفع حظر تصدير السلاح عن حكومة الثني، إلا أن دولا أخرى مجاورة لليبيا أيضا ترى أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة الليبية.