يتزايد في اسبانيا الجدل حول التجارب الطبية التي تجرى على الحيوانات في المخابر العلمية، حيث انتقد نشطاء حماية الحيوان، التقرير السنوي الصادر عن اتحاد الجمعيات العلمية والذي يحاول ترسيخ "وضع الحيوانات رهن الطموحات العلمية". وقالت الناطقة الرسمية لجمعية الدفاع عن حقوق الحيوانات في إسبانيا (COSCE)، مونسي باريديس، في تصريح لمراسل "الأناضول" "نشطاء الدفاع عن حقوق الحيوانات في إسبانيا مستاؤون من التقرير السنوي الصادر عن اتحاد الجمعيات العلمية في إسبانيا والذي يحاول ترسيخ وضع الحيوانات رهن الطموحات العلمية".
وأضافت النطاقة الرسيمة باسم الجمعية غير الحكومية، وهي أيضا عضو في مجلس إدارة الجمعية العالمية لحماية الحيوانات "نطالب باحترام توصيات الاتحاد الأوروبي في شروط التعامل مع حيوانات المختبر".
وأعربت عن اعتقادها أن إنهاء التجارب على الحيوانات "لا يبدو واقيا لكننا ضده ونحاول إنهاءه".
واكدت باريديس أن "لائحة التجارب التي نجحت على الحيوانات وفشلت على الإنسان طويلة جدا، ونحن نطالب الدول للاجتهاد لإيجاد حلول بديلة، والأكيد أن هنالك العديد من الحيوانات تذهب ضحية تجارب شخصية لبعض الباحثين لتحسين سيرتهم الذاتية"
وكان اتحاد العلماء الاسبانيين دافع عن استخدام الحيوانات في البحوث الطبية الحيوية في تقرير أصدره الأسبوع الماضي.
وصعد العلماء الإسبان في تقريرهم الصادر في 11 فبراير/شباط الجاري ضد من وصفوهم ب "النشطاء المتشددين"
وطالبوا "بتعديل القانون الجنائي لتشديد العقوبات على "هذا النوع من الجرائم التي يمكن أن تقترفها الجماعات الناشطة والتي تعارض التجارب على الحيوانات" مثل "إطلاق سراح الحيوانات من المختبرات الشيء الذي يمكن أن يفسد جهود سنوات عديدة من البحث العلمي".
وأضاف التقرير: "جميع البروتوكولات الحالية للوقاية والعلاج ومكافحة الأمراض، ومن المضادات الحيوية إلى نقل الدم، وغسيل الكلى، وزرع الأعضاء، ومن اللقاحات إلى العلاج الكيميائي، ومن العمليات الجراحية للقلب إلى جراحة العظام، تستند إلى المعارف المكتسبة من خلال الأبحاث التي أجريت على حيوانات المختبر"
وأوضح التقرير الحاجة إلى حيوانات المختبر في الأبحاث الجارية لعلاج أمراض السكري ومرض فقدان المناعة (الإيدز) وبعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى أن هذه التجارب، حسب التقرير، ساهمت في علاج أكثر من 40 ألف مريض بالباركنسون المقاوم للأدوية.
وقال خوان ليرما، منسق العمل ومدير معهد العلوم العصبية بأليكانتي (شرق اسبانيا) لصحيفة إلبايس "نحن لا نريد بتقريرنا مضايقة أحد، فقط نريد الإبلاغ لكي يمكن لأي شخص أن يشكل وجهة نظره"
وأضاف"البحوث الطبية الحيوية تعود بالنفع مباشرة على الحيوانات نفسها"، لأن العلاجات البيطرية الحديثة تستند على هذه الدراسات.
وتشير أرقام وزارة الفلاحة والتغذية والبيئة الاسبانية إلى أن الباحثين والأساتذة في إسبانيا استخدموا 920 ألف و458 حيوانا في عام 2013.
وكانت أوروبا أول من نادى بالحد من أعداد الحيوانات المستخدمة في التجارب، وفي سبتمبر/أيلول 2013، ناقش البرلمان الأوروبي مشروع القانون الذي وافقت عليه الدول الأعضاء في الاتحاد، والذي ينص على التقليل من استخدام القردة والثدييات الأخرى في التجارب العلمية في مختبرات الاتحاد الأوروبي والتي تصل إلى 12 ألف حيوان سنوياً.
ولكن على رغم من حماسة منظمات الرفق بالحيوان في هذا الصدد، إلا أن القضية لا تزال تثير جدلاً كبيراً حول العالم. ويؤكد معارضو الفكرة أن التجارب على الحيوانات هي جزء لا يتجزأ من البحوث الطبية، فقد ساعدت في تطوير لقاحات لأمراض تهدد الحياة، ومن دونها لا يمكن التقدم في علاج الأمراض.