قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن "المقابر لم تسلم في مدينة حمص وسط البلاد، حيث أقدمت قوات النظام على نبش المقابر وسرقة الجثث، بعد سيطرتها على الأحياء المعارضة وسط المدنية". وفي تقرير للشبكة صدر اليوم الخميس، وصل الأناضول نسخة منه، أشارت فيه إلى أن "قوات النظام طوقت في 22 من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، عبر مجموعة من القوات الحكومية، منها الجيش، والأمن، والميليشيات المحلية، والشيعية الأجنبية، منطقة منزول آل رجوب، في حي باب دريب، وحديقة مسجد الشيخ كامل في حي بستان الديوان، وفرضت حظر تجوال في المنطقة، ثم قامت بعد ذلك بحفر القبور، ونبشها، وسرقة ما يقرب من 20 جثة". وبينت الشبكة أن "قوات النظام سيطرت في منتصف آيار/مايو من العام الماضي على أحياء حمص القديمة، بعد اتفاق الهدنة، وانسحاب عناصر المعارضة المسلحة، لكن حكومة النظام، وكما هو الحال في جميع الهدن المزعومة في جميع المحافظات السورية، غدرت بالأهالي، ولم تطبق ما تم الاتفاق عليه، وكان هذا متوقعًا في ظل عدم تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي". وفي نفس الإطار، أضافت الشبكة أنها "استطاعت الوصول إلى أحد سكان تلك المنطقة وهي السيدة سمية، التي أفادت بشهادتها حول تفاصيل حادثة نبش القبور"، لافتة إلى أنه "ورد للشاهدة أخبار من بعض الأهالي الذين يقنطون بالقرب من منزول آل رجوب، عن قيام عناصر من النظام، والشبيحة، بتطويق المقبرة، ونبش القبور، وسرقة بعض الجثث التي كانت مدفونة في حديقة المنزل، وأثناء تلك العملية هددت القوات الحكومية الناس بالسلاح في حال الاقتراب". ولفتت الشاهدة إلى أنه "في اليوم التالي حاولت الاقتراب من المكان، ومن حديقة جامع الشيخ الكامل، التي قامت عناصر النظام فيها بنبش القبور، ووجدت المقابر وقد انتشلت الجثث منها، كما شاهدت بعض القبور التي تم الحفر فيها، لكن لم يتم سحب الجثث منها، وقد قام عناصر الأمن بتغطيتها بأغصان الشجر، وبعض القمامة". وقالت "سمية": "إن عدد القبور التي قاموا بتخريبها في منزول آل الرجوب أكثر من 5 قبور، أما في حديقة مسجد الشيخ كامل فكان العدد كبيرًا، وسمعت من أهالي الحي المقيمين في تلك المنطقة، أن الجثث التي سُحبت تم وضعها في أكياس، ثم أُخذت إلى مكان لا يستطيع أحد تحديده". من ناحية أخرى، اتهمت الشبكة قوات النظام بأنها "منعت الأهالي حتى من غير المنتسبين إلى مجموعات مسلحة، من العودة إلى منازلهم، فيما كان هناك بعض الاستثناءات البسيطة، كما حدث في حي الحميدية ذي الأغلبية المسيحية، ثم حي الورشة، وباب دريب بشكل أقل، كما لم تقم حكومة النظام حتى الآن بأي من عمليات الترميم لشبكات المياه والكهرباء، التي دمرها قصفها الجوي، والمدفعي طوال سنتين من الحصار". وشددت الشبكة على أن "الترويج لموضوع الهدن بين القوات النظامية والأهالي في المناطق والأحياء الخارجة عن سيطرتها، يُعتبر ضربًا من الخيال، وإن جميع الهدن التي تمت تحت التهديد، والجوع، والقصف، لا تعبر عن شعور حقيقي بالرغبة في الوصول إلى تلك الهدن المزعومة، بل إن الحاجة هي من ألجأت الأهالي للقبول بها، كما أن حكومة النظام نقضت البنود الواردة في تلك الهدن بعد أن تمت، ولم تلتزم بها". ووصفت الشبكة حكومة النظام بأنها "لم تحترم القانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا القانون الدولي الإنساني، ولا أي قرار صادر عن مجلس الأمن، بدءًا من القرار 2042، وحتى القرار 2165، ولا بيان جنيف1، ومازالت مستمرة حتى اللحظة في عمليات القتل والتعذيب حتى الموت، والقصف بالقنابل البرميلية، والصواريخ العشوائية، واعتقال ما لايقل عن 215 ألف مواطن سوري، وحتى قبور الموتى لم تسلم من عمليات النهب والإجرام"، على حد تعبيرها. وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "خالد خوجا" أمس الأربعاء، "إن قيادة الأركان وجميع فصائل الجيش الحر المنضوية تحتها تلتزم ببنود وقف إطلاق النار في حلب، إن أعلن عنه، في حال الوصول لحل حقيقي يحقق الأمان للشعب السوري، وهيئة أركان الجيش الحر برهنت على التزامها بكافة المواثيق والاتفاقات الدولية". وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا "ستيفان ديمستورا" قد كشف في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أن "حكومة النظام السوري أبلغته برغبتها في تنفيذ اقتراح تجميد الصراع في مدينة حلب (شمال) لمدة 6 أسابيع، بحيث يبدأ موعد سريانها من تاريخ ستقوم دمشق بإعلانه لاحقًا". وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)؛ تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.