واصل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، عمليات الاختطاف للعمال المصريين في ليبيا، في ظل أنباء عن اعتقال 35 عاملاً مصريًا جميعهم من قرية الميمونة بمحافظة بني سويف، ردًا على توجيه القوات المصرية ضربات عسكرية جوية لمعاقلها، وذلك بعد نحر 21مصريًا مسيحيًا كانوا قد تم اختطافهم منذ أكثر من 45يومًا. وأشادت الأحزاب السياسية في مصر بالضربات العسكرية التي وجهتها القوات المصرية، باعتبارها "أفضل رد على المذبحة"، فيما انتقد محللون موقف تلك الأحزاب الذي اعتبروه يعكس مدى الضعف في الرؤية والتفكير التي تمتلكها أحزاب مقبلة على القيام بالدور التشريعي والرقابي في مصر، مؤكدين أن بعض هذه الأحزاب يخشى اتهام الرأي العام لهم بالتخوين في حال الاعتراض على الحل العسكري. وقال مجدي حمدان، القيادي السابق ب "جبهة الإنقاذ"، إن "الأحزاب السياسية تنعدم لديها الرؤية السياسية من أجل اقتراح حلول للحفاظ على المصريين المتواجدين في ليبيا خشية الانتقام منهم بعد توجيه مصر عددًا من الضربات العسكرية عن طريق الجو لتنظيم داعش، وذلك ردًا على قتل 21 مصريًا مسيحيًا". وعلق حمدان ساخرًا "لا توجد أحزاب حقيقية في مصر"، واصفًا الأحزاب الموجودة على الساحة بأنها "عبارة عن يافطة وصورة إعلانية فقط، كما أن أغلبية الأحزاب تدار من خلال شخص واحد فقط يتحكم في المال والنفوذ دون وجود شعبية حقيقية على أرض الواقع". ومضى حمدان مشبهًا تلك الأحزاب ب "محلات البقالة؛ حيث إنها لا تمتلك رؤية سياسية واضحة ولا برامج محددة وأصبحت تتعامل بمنطق رد الفعل، لعدم قدرتها على خلق فعل يشكل توجه الرأي العام". وانتقد حمدان التعتيم الإعلامي الذي يمارسه الإعلام الحالي وعدم وجود معلومات كاملة من السلطة الحالي لتوضيح الرؤية أمام الشعب المصري، مما قد يخلق نوعًا من البلبلة وإثارة الرعب في قلوب الأسر التي يعمل أبناؤها داخل ليبيا. ولفت إلى أن "النظام تسرع في توجيه ضربة عسكرية ل"داعش" بشكل سريع دون دراسة مصير العاملين المصريين الموجودين هناك، مضيفًا أن الضربة كانت لازمة ولكن تأمين المصريين كان شيئًا واجبًا". من جانبه، رأى سعيد صادق، المحلل السياسي، أن مصر يوجد بها ما يقرب من 76 حزبًا منها 20 حزبًا فقط نشطة تكتفي برد الفعل دون وجود أفعال استباقية تظهر توجهها وأيديولوجياتها. وأوضح أن الرأي العام المصري أيد الضربة العسكرية لمعاقل داعش في ليبيا، وذلك بحسب - مركز بصيرة للدراسات الإحصائية - فأصبح واجبًا على الجميع أن يؤيد هذا الاتجاه حتى وإن كان هناك اعتراض من بعض الأحزاب إلا أن الاعتراض في هذا التوقيت قد يصنف على أنه خيانة للوطن. وأشار إلى أن جميع الأحزاب تخشي أن تعترض على توجيه ضربة عسكرية لوجود مصريين في ليبيا حتى الآن رغم وجود أنباء عن اختطاف 35 مصريًا حتى الآن ردًا على الضربة العسكرية المصرية لمعاقل داعش في ليبيا. وأكد صادق أن القوات المسلحة سوف تواصل الضربات على تنظيم داعش من أجل القضاء عليه، ومن المنتظر أن يتم تشكيل تحالف دولي يضم فرنسا وإيطاليا وأمريكا ومصر.