اعتبر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بمصر، أنَّه لولا وجود الشيخ محمد الغزالي لتوجهت الحركات الإسلاميَّة للعنف، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. جاء ذلك خلال احتفالية أقامها الأزهر الشريف للشيخ الغزالي، اليوم الأحد، وذلك لأول مرة؛ حيث كان نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك يعتبر الشيخ مناهضًا له، ويضيق على وجوده في الحياة العامة. وأضاف، أبوالفتوح، أنَّ "الشيخ محمد الغزالي كان الموجه للصحوة الإسلاميَّة في الجامعات المصرية التي بدأت في الستينات والسبعينات دون مرشد ولا موجه ولا معلم؛ حيث كانت الأفكار خلطة تجمع بين السلفية والإخوانية والجهادية، حتى أكرمنا الله للوصول إلى الشيخ محمد الغزالي في مسجد عمر بن العاص الذي كان يقيم فيه ندوته الأسبوعية؛ فكان الموجه والمرشد لنا في حركتنا الإسلامية في الجامعات". وتابع: "كان الشيخ الغزالي يستقبل رموز الحركة الإسلامية في الجامعات الإسلامية في بيته، ولما كانت كل رموز الدعوة في السجون والأزهر مكبلا لم يكن أمامنا سوى الشيخ محمد الغزالي، والشيخ سيد سابق، والشيخ عبد الحليم محمود الصوفي الزاهد الذي مازلت أزور ضريحه تبركا بنقاءه". وفي تقدير أبو الفتوح فإن الأزهر هو المدافع الأول والمخلص رغم ما تعرض له من قبل بعض النظم المستبدة لإضعافه وتجريحه والإساءة إليه "ولكن ظل الأزهر قويًا شامخًا، وما زال رموز الأزهر الشريف، وعلماءه هم مصدر تعلمنا معرفتنا للإسلام الوسطي التقديم المستنير المبني على أصول الشرع ومصدريه الرئيسين القرآن والسنة". وأشاد أبو الفتوح بجماعة الإخوان المسلمين قائلا: "الإخوانية ستظل رمزا للاعتدال؛ لأن مدرسة الإخوان هي المدرسة التي تتلمذت على يد علماء الأزهر الشريف، وكان البنا (حسنا البنا مؤسس الجماعة) يفخر ويعتز بأنه تلميذ لمشايخه الذين سبقوه من علماء الأزهر".