أكد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن العنوان الذى كان متفقاً عليه في مظاهرة التحرير الجمعة الماضية بين جميع التيارات العلمانية والليبرالية والإخوان وبعض السلفيين كان "جمعة التوافق" .. وكانت هناك مطالب محددة لم يختلف عليها أحد، ولكن في صباح يوم الجمعة الماضية فوجئوا بمن يهتف في ميدان التحرير "علمانية علمانية .. ليبرالية ليبرالية" فرد عليهم بهتافات "إسلامية إسلامية"، وأكد أبو الفتوح أن التيار الإسلامي بكل مكوناته يدرك أن الإسلام في مصر ليس في خطر، وأنه لا محل لهذا النداء والهتاف، هذا نداء عظيم، لكن لا محل له من الإعراب في الوقت الحالي، خاصة إذا كان البابا شنوده قد صرح بأنه ضد إلغاء المادة الثانية من الدستور، ورفض كل النداءات التي طالبت بذلك، لأن الإسلام هو من يحفظ للمسيحيين حقوقهم في مصر. وأكد أبو الفتوح خلال وجوده مع الإعلامي محمود الورواري في برنامجه "90 دقيقة" أن هتاف "إسلامية إسلامية" كان مقبولا أيام نظام الرئيس السابق حسني مبارك، عندما كان الإسلام مستهدفا، لكن الآن التيارات الليبرالية واليسارية جزء من التكوين الإسلامي للمجتمع المصري، فمصر إذا تم عصرها لن يظهر منها إلا الإسلام، وقال أبو الفتوح إنه لا يعرف من السبب في حالة الاستفزاز التي وصل إليها الطرفين، مؤكدا أنه مع تقديره لبعض الحركات ووطنيتها ورفض تخوينها إلا أنها في حجمها لا تستحق هذا الزخم وأن تطلق في مواجهتها هتافات "إسلامية إسلامية". وفي نفس الوقت أكد ابوالفتوح أنه لا قلق من تطبيق الشريعة الإسلامية، لأن القلق منها هو قلق من الإسلام نفسه وهذا لا يصح بأي حال من الأحوال، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المباديء التي تنادي بها التيارات الليبرالية واليسارية من حرية وعدالة وغيرها تتفق مع المباديء الإسلامية، لكن هناك من يشوهون صورة الإسلام والاستخدام السيء لمفاهيمه، وأكد أبو الفتوح أنه زار بلادا عديدة لم ير في حياته مشهد مثل وقوف مسجد عمرو بن العاص بجوار الكنيسة المعلقة لما يقرب من 15 قرنا دون أن تتعرض أي دار عبادة منهما للإيذاء من الطرف الآخر، وأن محاولات الفتنة التي كانت تظهر من وقت لآخر كانت مصطنعة من جهاز أمن الدولة. وأكد أبو الفتوح إنه كان يتمنى أن تتم ترجمة شعارات "إسلامية إسلامية" في صورة مطالب عملية، من خلال وضع جدول زمني لإقامة نظام سياسي، وتحديد موعد الانتخابات البرلمانية ووضع الدستور والانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن أي تأخير في الانتخابات، له تأثير على الأمن القومي لمصر، وستؤجل قدوم الاستثمارات الأجنبية لمصر. وقال ابوالفتوح إنه لا يخاف من التشدد ولكن لا يحبه أيضا مشيرا إلى أن علاجه ليس الإقصاء أو المواجهة، وإنما علاجه بالحوار والحرية والديمقراطية، مؤكدا أنه كان في قمة التشدد في أوائل السبعينات عندما بدأ مع الحركة الإسلامية، وكان لديه أفكار في منتهى التشدد، إلا أن هذه الأفكار تلاشت عندما انخرط في العمل العام، وتطور في أفكاره. وأكد أبو الفتوح أن أي تجمع بشري به أشخاص مختلفة الأفكار، وأن الإخوان وغيرهم من الأحزاب يضمون أشخاصا أصحاب أفق ضيق، ولكن التيار العام في جماعة الأخوان تيار إسلامي معتدل تقدمي متوافق ومتواصل مع مجتمعه، وضرب مثالا على ذلك، بالدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان والذي صلى منذ عدة أيام في أحد مساجد السويس، وخطب هناك، وأثناء تواجده بالمسجد جاء إليه أحد كبار الأقباط بالسويس وصافحه، وألقى خطبة هو الآخر فقام أحد الشباب المتعصب، واعترض على دخول المسيحي المسجد، إلا أن الدكتور بديع منعه من ذلك هو وأعضاء الأخوان المتواجدون بالمسجد، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يستقبل الوفود من غير المسلمين في المسجد. وفي نفس الوقت أكد ابوالفتوح أنه لم يخرج من الجماعة، ولكنه خرج من التنظيم الأخوان ليدخل في مدرسة الجماعة، فهو ينتمي إلى المدرسة الإخوانية، التي هو أحد بناتها، ولا يتنكر لفكرها ولا إيجابياتها الكثير أو سلبياتها القليلة والتي لم يسكت عنها مطلقا، وهذا ما أزعج البعض منه، مؤكدا أنه رفض فتوى الجماعة لتأييد فتوى الأزهر بعد مشروعية تولي غير المسلم الحكم في مصر. وأشار ابو الفتوح أنه إذا أصبح رئيسا لمصر فلن يصادر على حرية الإبداع ولن يصادر كتابا أو فيلما، ولكنه أكد أن الإبداع لا يكون إبداعا إلا إذا كان مقدما للبشر، وعندما نقدم إبداعا للشعب المصري يجب أن يكون مقبولا، فلا تدعوه إلى الكفر والزندقة ونقول أن هذا إبداعا، ولكنه في نفس الوقت أكد أنه لن يصادر إبداعا بقرار إداري سواء منه أو من وزير او أي مسئول ولكن من يتضرر من كتاب أو عمل فني فعليه أن يتوجه للقضاء ليقول كلمته. خلال الحلقة عرض الوراوري تسجيلا صوتيا يرجع تاريخه إلى عام 1977، عندما كان الدكتور أبوالفتوح طالبا بكلية الطب ورئيسا لاتحاد طلاب الجامعة ، ووقتها تحدث أبو الفتوح للرئيس الراحل محمد أنور السادات، في لقاء طلابي، في صراحة يحسد عليها، وهاجم خلالها الأجهزة الأمنية للسادات التي تعتقل الطلاب أصحاب التوجهات الدينية، وأبدى استيائه من اعتقال الشيخ الغزالي والتعامل المفرط بالقوة من رجال الأمن تجاه المظاهرات والمخالفين للنظام، ولكن أبو الفتوح أغضب السادات عندما قال له إن العلماء المنافقين فقط هم من يحظون بالمناصب العليا، وقتها ثار السادات وقال له قف "مكانك" ودارت بينهما مناقشة حامية، قال له فيها السادات، إنه لولا الحرية التي يعيشها ما وقف أبو الفتوح ليتحدث بهذه الحرية لرئيس الجمهورية ولكن هذا يجب أن يتم في حدود الأدب، ورد السادات على اعتراض أبو الفتوح على تعامل الأمن مع الجماعات الإسلامية وكأنها تريديهم أن يكونوا كفارا أو زناديق، وقال إنه أقام دولة العلم الإيمان، وأنه لن يسمح لأحد أن يكون زعامات وأن يتلاعب بمشاعر المصريين مستخدما الدين، وبعد أن استمع أبو الفتوح لهذا التسجيل بدت عليه السعادة، وقال إنه لأول مرة يسمع التسجيل كاملا.