صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني اليوم الإثنين نسخ أكثر من 10 صحف بعد طباعتها،في سابقة هي الأولى من نوعها دون تقديم أسباب طبقا لما قاله رؤساء تحرير وصحفيون لوكالة الأناضول. وقال عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار (مستقلة) لوكالة الأناضول إن صحيفته صودرت بعد طباعتها ضمن أكثر من 10 صحف أخرى. وأكد ضياء بلال رئيس تحرير "السوداني" (مستقلة) أيضا مصادرة صحيفته، لكن كلاهما قالا إنهما لا يعرفان أسباب المصادرة التي عادة ما تتعرض لها صحف لكن ليس بمثل هذا الكم في يوم واحد. والصحف التي صودرت بحسب اتصالات أجراها مراسل الأناضول مع صحفيين يعملون بها هي بجانب "التيار" و"السوداني" و"الانتباهة"، و"ألوان"، و"الوطن"، و"أول النهار"، و"المجهر السياسي"، و"آخر لحظة"، و"الأهرام اليوم" و"الصيحة"، "أخبار اليوم" وكلها إما صحف مستقلة أو مقربة من الحزب الحاكم. ويتهم صحفيون جهاز الأمن والمخابرات (التابع للرئاسة) باعتقال صحفيين وتعليق صدور صحف لفترات متفاوتة ومصادرة نسخها بعد طباعتها دون أحكام قضائية. ولا يعلق جهاز المخابرات عادة على هذه الاتهامات، لكن قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم عادة ما يؤكدون التزامهم بكفالة الحريات الصحفية لكنهم يحذرون الصحف من التعرض للقضايا التي "تمس الأمن القومي". وفي وقت لاحق، تظاهر عشرات الصحفيين بوسط الخرطوم احتجاجا على مصادرة الصحف. وبحسب مراسل الأناضول، فقد تجمع أكثر من 100 صحفي أمام مقر مجلس الصحافة والمطبوعات (الجهة الحكومية المسؤولة عن تنظيم المهنة)، وهم يرددون هتافات تطالب بحرية الصحافة مثل "صحافة حرة أو لا صحافة". وبالتزامن مع الوقفة الاحتجاجية، عقد هيئة مجلس الصحافة اجتماعا لبحث القضية دون أن يصدر تعليق منه بشكل فوري. ويحتل السودان المرتبة 172 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة الخاص بمنظمة مراسلون بلا حدود.