أوقف جهاز الأمن والمخابرات السوداني الثلاثاء، صدور صحيفة الصيحة (مستقلة) إلى أجل غير مسمى، في أول إجراء من نوعه بعد أسابيع من إعلان الرئيس عمر البشير، السماح لأجهزة الإعلام والصحافة بالعمل بحرية ودون تدخل الأجهزة الأمنية. وقال رئيس تحرير صحيفة الصيحة ياسر محجوب في تصريح مقتضب لوكالة "الأناضول"، إن "إدارة الإعلام بجهاز الأمن أخطرت المسئولين عن الصحيفة، بإيقاف صدورها إلى أجل غير مسمى"، ووصف القرار ب"المؤسف". في السياق نفسه، قالت إدارة الإعلام بجهاز الأمن السوداني، في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه الثلاثاء، "إن صحيفة الصيحة التي تم تعليق صدورها ارتكبت حزمة من التجاوزات، وجنحت أكثر من مرة إلى إدانة بعض المؤسسات (لم يسمها) والأفراد دون استقصاء مهني رصين. ومضى البيان قائلاً "ليس من العدل والأخلاق المساس بسمعة مؤسسة أو فرد والتشهير به دون تثبت قانوني وفصل قضائي". وأضاف أنه "كان لزاماً على الجهاز (أي الأمن) اتخاذ إجراءات وخطوات نحو العلاج الشامل للممارسة الضارة والاستخدام غير الأخلاقي وغير المسئول لحرية التعبير". وقال جهاز ألأمن السوداني، على أهمية قيمة الحرية وممارستها بشفافية ووعي ومسؤولية "بعيداً عن الأجندات السياسية والمرارات الشخصية والإيحاءات الإبتزازية". وأكد الأمن السوداني أنه " لا نكوص (تراجع) عن الحريات.. ولا اهتزاز في القناعة بقيمة وأهمية دور الصحافة في الرقابة والتقويم وكشف الممارسات الفاسدة ونقد الأداء التنفيذي والتعبير عن هموم وقضايا المجتمع". وكانت صحيفة الصيحة، قد نشرت سلسلة ملفات فساد مالي واستغلال نفوذ لمسئولين حكوميين. وأعلنت إدارة الصحيفة مصادرة جهاز الأمن لعددها الصادر أمس عقب الفراغ من طباعتها. وجاء أمر تعليق صدور(الصيحة) بعد أسابيع من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير السماح لوسائل الإعلام والصحف بالعمل بحرية وبدون تدخل الأجهزة الأمنية، جاء ذلك ضمن قرارات اتخذها البشير خلال اجتماعه مع زعماء أحزاب معارضة في إبريل، للتشاور بشأن تشكيل آلية لإدارة الحوار الذي دعا إليه في يناير / كانون ثان الماضي، ضمن خطة إصلاحية، وتسببت في انقسام أحزاب المعارضة ما بين مؤيد ومعارض.