خبراء: روسيا ومصر تربطهما مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية.. والزيارة دليل على حاجة روسيا لحليف في الشرق الأوسط تعد مصر في طليعة الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام وتطورت العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وخاصة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لتعود بشكل كبير في عهد الرئيس السيسي، والتي أكد الخبراء أن الأمر به مصالح مشتركة والربط ما بين الظروف التي تولى فيها الرئيس الروسي تشبه إلى حد كبير الظروف التي تولى فيها الرئيس السيسي. هذا الذي أكده ليونيد سوكانين، بروفيسور الاقتصاد في جامعة موسكو، أن زيارة الرئيس الروسي لمصر هامة وتعكس اهتمام روسيا بالتقارب مع القاهرة، قائلًا: "التشابه في السيرة الذاتية والخبرة بين السيسي وبوتين سبب في شعبية الرئيس المصري في روسيا". وأشار «سوكانين» إلى أن هناك مصلحة مشتركة للتقارب بين مصر وروسيا؛ بسبب اتفاق الرؤى حول عدد من القضايا أهمها الإرهاب، موضحًا أن الأوضاع المضطربة في مصر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي واختلاف الرؤى سبب عدم التقارب الروسي - المصري في عهد حكم الإخوان. وأضاف «سوكانين» أن روسيا في الفترة الأخيرة تنشط سياستها الخارجية، وروسيا في حاجة لتجميع حلفائها بما فيهم أصدقائهم في الشرق الأوسط وأبرزهم مصر، موضحًا أن زيارة بوتين ستسهم بشكل إيجابي في تطور العلاقات الروسي المصري، مؤكدًا أن مصر وروسيا بينهما لغة مصالح في الاقتصاد والسياسة ما يمنح أرضية صلبة للعلاقات الروسية المصرية. وأكمل أن روسيا مهتمة للغاية بالسوق المصرية بما في ذلك الأسلحة، مشددًا على أن روسيا ستجيب لمطالب مصر في مجال التسليح لتحقيق التوازن في المنطقة، مضيفًا أن حل الأزمة السورية يتوقف على موقف مصر والمحادثات بين بوتين والسيسي ستتطرق لتلك الأزمة. وعن علاقة الشعبين، فمصر وروسيا دائمًا تظهران الاحتفاء والوقوف بجانب بعضهما البعض والذي بدأ في الخمسينيات بمساهمة روسيا في بناء السد العالي ومساعدات عسكرية، وفي الصناعة أنشئ عدد من المصانع وغيرها، لتعود تلك العلاقات بشكل كبير في الوقت الحالي، حيث إن الزيارة ستركز تمامًا على مكافحة الإرهاب في المنطقة ووجود علاقة لروسيا بالدولة الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط. وأكد حمدي عبد الحافظ، خبير في الشؤون الروسية، أن الشعب الروسي يعشق مصر منذ عهد جمال عبدالناصر، مشيرًا إلى أن زيارة بوتين رسالة للعالم أن الأمان عاد لمصر مرة أخرى، موضحًا أن الشعب المصري أراد أن يظهر حبه وتقديره للزيارة؛ فاحتفى به بطريقته الخاصة. وأضاف «عبدالحافظ» أن الظروف التي تولى فيها بوتين رئاسة روسيا تشبه الظروف التي تولى فيها السيسي، موضحًا أن روسيا لديها خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب وينبغي على مصر الاستفادة منها. ومن جانبه، قال سفير مصر السابق بروسيا عزت سعد، إن التغطية الإعلامية لزيارة «بوتين» للقاهرة مبالغ فيها، موضحًا أن هناك رصيدا ضخما لروسيا لدى الشعب المصري، والعلاقة بين روسيا ومصر قوية ومتينة منذ الخمسينيات. وأضاف «سعد»، في تصريحات صحفية، أن ما يربط موسكوبالقاهرة هي المصالح فقط وليس العاطفة، مشيرًا إلى أن روسيا تبحث عن شريك أساسي لها في المنطقة لمحاربة الإرهاب. وأضاف «سعد» أن الربيع العربي أربك السياسات الروسية الخارجية في المنطقة، مشيرًا إلى أن روسيا تسعى لتوطيد علاقتها بمراكز القوى في الشرق الأوسط خاصة بعد أزمة أوكرانيا. وشدد «السفير» على أن روسيا تسعى إلى دعم صادرات السلاح في الشرق الأوسط، مستطردًا أن توطيد العلاقة بين روسيا ومصر لا يؤثر على العلاقات المصرية -الأمريكية، مؤكدًا أن استقرار الشرق الأوسط يعود بالفائدة والنفع على روسيا.