اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن الوقت "غير مناسب" لبحث اتفاق للتبادل الحر مع مصر في وقت تبدو فيه الديموقراطية مهددة في هذا البلد ، وذلك في أول تصريح علني من مسئول أمريكي بهذا المستوى يربط فيه العلاقات الاقتصادية مع الحكومة المصرية بالخطوات التي تتخذها القاهرة على طريق الإصلاح السياسي . وأعربت رايس التي ستبدأ من مصر الأسبوع المقبل جولة في الشرق الأوسط عن أسفها لكون الرئيس مبارك قد اجل لمدة عامين إجراء انتخابات بلدية كانت مقررة في 15 ابريل المقبل ، قائلة "بالتأكيد نحن محبطون من تأجيل الانتخابات البلدية". أضافت رايس ، خلال لقاء مع مجموعة من الصحفيين العرب في مقر وزارة الخارجية بواشنطن ، " أن الرسالة التي سأنقلها إلى مصر هي أن مصر يجب أن تبقى على طريق الديموقراطية (..) يجب أن تكمل تقدمها على طريق الديموقراطية". وأشارت إلى أن "مصر هي حضارة كبرى وشعب كبير وبإمكانها أن تفتح الطريق أمام التقدم الديموقراطي في العالم العربي". آمل ان تفعل ذلك". ونددت وزيرة الخارجية الأمريكية بسجن الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد المعارض ، والذي حل ثانيا خلف الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية التي أجريت سبتمبر الماضي ، مشددة على أن المحادثات حول اتفاق للتبادل الحر مع مصر ستكون مرتبطة بالتقدم الذي سيتحقق على صعيد الإصلاحات السياسية. وأوضحت رايس أن التفاوض على اتفاق للتبادل الحر يبقى فكرة جيدة ولكن "حاليا لسنا في موقع يسمح لنا بالبدء به". وأضافت "من المهم أن يكون المناخ مناسبا لاتفاق من اجل التبادل الحر" مشيرة إلى أن الأمر "ليس عقابا ولكن الوقت غير مناسب". وتعليقا على تصريحات رايس ، أكد الدكتور حسن بكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط أن تأجيل واشنطن لبدء المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة مرتبط بعدد من الملفات أهمها إرسال قوات عربية إلى العراق وممارسة الضغط على حركة حماس لتعديل مواقفها وإجبارها على الاعتراف بإسرائيل وحبس زعيم حزب الغد وأيمن نور وتباطؤ النظام في تسريع وتيرة الإصلاح والتي كان أخرها تأجيل الانتخابات المحلية خوفا من تكرار سيناريو الفوز الإخواني التي حدث في انتخابات البرلمان. وأشار بكر إلى أن هذا التطور يعكس فشل القاهرة تطويق التوتر مع الأمريكان ، فمثلا لقد قامت مصر في الفترة الأخيرة بتأييد إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن كخطوة استرضائية لواشنطن إلا أن هذه الخطوة لم تفلح في تقليل الغضب الأمريكي نتيجة رفض مصر إرسال قوات عربية إلى العراق. وتوقع بكر أن تتسبب تصريحات رايس في حدوث فتور جديد في العلاقات المصرية الأمريكية يضاف إلى سلسلة الخلافات الشديدة ، التي شهدتها علاقات البلدان مؤخرا ، وخصوصا وأن هناك جهات في الإدارة الأمريكية مستاءة للغاية من رفض النظام إجراء أي إصلاحات سياسية حقيقية وتصميمه على تهميش المعارضة .