علق الاتحاد الاوروبي الاثنين فرض عقوبات جديدة ضد موسكو قبيل قمة لوضع خطة سلام حول اوكرانيا تنهي القتال المستمر منذ عشرة اشهر في شرق البلاد بين الانفصاليين المواليين لروسيا فى دونيتسك ولوجانسك من جهة والجيش الأوكرانى من جهة أخرى . وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الاتحاد الاوروبي قرر تعليق فرض عقوبات جديدة ضد افراد في روسيا وذلك لتحسين فرص نجاح القمة الرباعية حول اوكرانيا المرتقبة الاربعاء في مينسك عاصمة بيلاروسيا . وقال فابيوس للصحفيين في بروكسل “سنبقي على مبدأ العقوبات لكن تنفيذها سيرتبط بالوضع على الارض” مضيفا ان “مبادرة السلام الاخيرة تظهر ان الامور بدأت تتحرك”. وكان يفترض ان يوقع وزراء الخارجية الاوروبيون رسميا على قرار اضافة 19 شخصا على لائحة العقوبات على خلفية دعم روسيا المفترض للمتمردين الموالين لها في شرق اوكرانيا. وجاء الاعلان فيما يجتمع مسئولون من اوكرانياوروسياوالمانيا وفرنسا لاجراء محادثات تحضيرية في برلين قبل القمة المرتقبة في العاصمة البيلاروسية الاربعاء المقبل لدفع اتفاق السلام قدما. وقرر الاوروبيون في التاسع والعشرين من يناير توسيع اللائحة السوداء للاشخاص الروس المستهدفين بتجميد ارصدتهم وبمنع السفر الى الاتحاد الاوروبي، اثناء اجتماع طارىء بعد قصف الانفصاليين الموالين لروسيا لمدينة ماريوبول والذي اسفر عن سقوط 30 قتيلا على الاقل. وهذه اللائحة الجديدة التي تضم 19 شخصا من روس وانفصاليين، اضافة الى تسع كيانات، والتي تم تحديدها قبل بضعة ايام على مستوى سفراء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، ستتم المصادقة عليها الاثنين اثناء اجتماع وزراء الخارجية في العاصمة البلجيكية بروكسل. لكن في اطار قمة متوقعة الاربعاء في مينسك وتضم الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا أولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل بهدف التوقيع على اتفاق جديد لوقف اطلاق النار، ارادت بعض الدول منح السلام فرصة فقررت تعليق العقوبات الجديدة ضد روسيا. وغادرت المستشارة الالمانية الى واشنطن الاثنين لبحث مبادرة السلام الاوروبية مع الرئيس الامريكي باراك اوباما، في اطار الجهود الدبلوماسية المكثفة لوقف تصعيد الوضع في اوكرانيا فيما يدرس البيت الابيض احتمال تسليم اسلحة الى الجيش الاوكرانى . ومبادرة السلام هدفها وقف النزاع في شرق أوكرانيا الذي أدى الى مقتل 5400 شخص منذ أبريل الماضى وتستند الى حد كبير على اتفاق سلام تم الاتفاق عليه في مينسك، لكنها يمكن ان توسع سيطرة المتمردين على الاراضي التي تقدموا فيها في الاسابيع الماضية، رغم ان سلطات كييف حريصة على عدم تغيير خط الترسيم الذي تم الاتفاق عليه في سبتمبر الماضى فى مينسك. من جانبه , قال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أن الاقتراح يشمل إقامة منطقة منزوعة السلاح ما بين 50 و 70 كيلومترا حول خط الجبهة الحالي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن شيفر ان هدف محادثات مينسك سيكون “وقف اطلاق النار لانهاء القتال وبالتالي خلق الظروف الملائمة لمحادثات سياسية”. والموضوعات المطروحة على الطاولة تشمل مسائل حول مستويات الحكم الذاتي الاقليمي وانتخابات في المستقبل في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين . ميدانيا , تسبب القتال في الساعات ال24 الماضية بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لروسيا فى مقتل 11 مدنيا وتسعة جنود اوكرانيين كما اعلنت كييف. وأعلن الجيش الاوكراني ان 1500 جندي روسي ومواكب عسكرية عبرت الى أوكرانيا في نهاية الاسبوع. هذا وتعتقد العديد من الدول الاوروبية ومن بينها المانيا انه لن يكون بمقدور السلاح تغيير المعادلة على الارض بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا، بل انه ببساطة سيسهم في تصعيد النزاع الذي اسفر في اقل من عام واحد عن مقتل 5400 شخص على الاقل.