لو أنفق أعداء الإسلام المليارات، وسخروا مئات الفضائيات.. لتبث الأكاذيب والترهات والإشاعات، ما شوهوا ولا أساءوا لدين رب الارض والسموات، كما فعلت داعش بحرقها الطيار الأردني حيا، وبثها ذلك للعالم أجمع، الذي صار كقرية صغيره، بل قل كغرفة صغيرة يري فيها الناس ما يحدث في مشارق الارض ومغاربها في نفس اللحظة، والفعل في حد ذاته تشمئز منه النفوس، وتقشعر منه الابدان، ناهيك عن مخالفته للأدلة الشرعية في حكم الاسير سواء أكان مسلما أو غير مسلم، والأسير بداهة في غالب أمره يكون في وقت حرب، بمعني أنه مقاتل، ومع هذا حدد القرآن الكريم وحددت السنة المطهرة طريقة التعامل معه حسب المصلحة الراجحة التي تعود علي المسلمين عموما بالنفع والفائدة، من المن عليه بالحرية وإطلاق سراحه، أو الفداء بالمال أو مبادلته بأسرى مسلمين في سجون الاعداء، كما فعلت حماس مع شاليط،أو حتى قتله ولكن بطريقة شرعية ، كما قال صلي الله عليه وسلم حتى في قتل أو ذبح الحيوان (فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ بكسر القاف .. وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ بكسر الذال )، يضاف إلي ذلك حرمة الحرق بالنار كما قال صلي الله عليه وسلم (لا يعذب بالنار إلا رب النار)، أما ما استدلت به داعش من أقوال أو تصرفات لبعض الصحابة فهي مخالفة للدليل السابق بحرمة الحرق، وكما هو معلوم أنه لم يحط أحد من الصحابة أو التابعين بكل أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم، حتى لو افترضنا جدلا جواز الفعل وهو ليس كذلك فالمصلحة كانت تقتضي تركه، لما فيه من قسوة شديدة، وصدمة عميقة، وتشويه للإسلام، وتنفير وصد للناس عن سبيل الله، وترسيخ مقولة أن الإسلام دين عنف وإرهاب وقسوة، وحتى من الناحية الواقعية لمصلحة التنظيم فهذا التصرف سيزيد إصرار العالم علي محاربتهم وتشديد الضربات لهم، وحتى الدول المترددة ستترك ترددها وتساهم في التحالف ضدهم، لكنهم لا عقول ولا فقه ولا فهم لهم، وقد ترك الرسول صلي الله عليه وسلم أمورًا للمصلحة وحتى لا يقول الناس أو يظنوا أو لا تتقبل عقولهم وأعرافهم هذه التصرفات فيفتنوا عن دين الله عز وجل، كتركه بناء الكعبة علي قواعد إبراهيم لأن قومه حديثي عهد بالإسلام، وترك قتل المنافقين وهم أشد وأخطر من الكفار لئلا يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه، وترك إقامة الحدود في وقت الحرب لئلا يلتحق المحدود بالأعداء، وغيرها من القضايا التي تجلب المنفعة وتدفع المفسدة. أن ما قامت وتقوم به داعش من تصرفات وأفعال تفتقد للدليل الشرعي الراجح، وتساهم في تشويه صورة الإسلام بطريقة غير مسبوقة، كأمور الذبح، وقتل النساء والأطفال، وسبي النساء بما جعل الآخرين كالأزيديين يسبون ويغتصبون نساء أهل السنة، وهي بمثابة النار التي تحرق الإسلام بعد أن يكتووا هم بنارها وتزول دولتهم.
باحث في شئون الجماعات الإسلامية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.