علمت "المصريون" أن الوفد الأمني المصري المتواجد حاليًا في غزة هدد حركتي "حماس" و"فتح" بوقف وساطته والعودة إلى القاهرة فورًا، والإعلان عن فشله في محاولات الوساطة بينهما ونزع فتيل الأوضاع المتفجرة بالأراضي المحتلة. وأعرب الوفد الذي يضم اللواءين محمد إبراهيم ورأفت شحاتة عن استيائه البالغ من عدم احترام الحركتين لالتزاماتهما رغم الاتفاق الذي وقع برعاية مصرية لمنع المظاهر المسلحة ووقف الانفلات الأمني والكشف عن المتورطين في العنف وإثارة حالة الفوضى الأمنية. ونقل الوفد الأمني للحركتين تأكيدات بأن استمرار الانفلات سيؤدي إلى فشله في أداء مهمته ، وهو ما قد يضطره إلى الإعلان عن عودته للقاهرة، وهو الأمر الذي رفضته الحركتان جملة وتفصيلاً. وكشفت مصادر عن استياء مصري من رفض "حماس" التعاطي بإيجابية مع مبادرة الأسرى التي تم طرحها للاستفتاء في 26 يوليو القادم، وامتناع زعيم الحركة خالد مشعل عن لقاء الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في دمشق من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة حول الخلافات التي تحول دون الاتفاق عليها. وأوضحت أن اللقاء الأخيرة بين الحركتين الذي عقد برعاية مصرية شهد تجاذبات شديدة وتبادلاً للاتهامات فيما بينهما، ولاسيما من جانب ممثلي "فتح" الذين اتهموا "حماس" بأنها لا تضع المصالح الفلسطينية نصب أعينها، وتركز فقط على مخاطبة الخارج ، مطالبين إياها بالبحث عن إقامة الخلافة الإسلامية في مكان أبعد من فلسطين. وقالت المصادر إن الوفد المصري أبلغ القاهرة بأن الأوضاع تتجه إلى الانفجار التام في أراضي السلطة بعد إطلاق مسلحين من "حماس" النار على قوات موالية للرئيس عباس، وهو ما دفعه لطلب العودة وإنهاء مهمته.