كشفت مصادر دبلوماسية أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من الرئيس مبارك مناقشة ملف العلاقات الأمريكية السورية خلال لقاءه القادم مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس التي تزور القاهرة الأربعاء القادم ، والتوسط لدى واشنطن لإقناعها بتخفيف الضغوط التي تمارسها على سوريا والتراجع عن خططها لدعم المعارضة السورية من أجل تغيير النظام في دمشق. وأوضحت المصادر أن بشار طالب مبارك ، خلال اتصال هاتفي تم بينهم مؤخرا ، باستغلال علاقاته الوثيقة بواشنطن لتخفيف الضغوط الأمريكية المتزايدة على سوريا والتأكيد للمسئولين الأمريكيين أن هناك تغييرات إيجابية في سوريا ، وهو ما عكسه التعديل الوزاري الأخير الذي تم خلاله إبعاد فاروق الشرع عن وزارة الخارجية وحل محلة وليد المعلم مندوب سوريا الدائم في الأممالمتحدة والمعروف بعلاقاته الوثيقة مع الغرب وهو ما يعطي الفرصة لتطبيع العلاقات بين واشنطنودمشق. ونبهت المصادر إلى أن سوريا دعت القاهرة والرياض على حد سواء إلى استغلال مجموعة من المتغيرات التي حدثت في المنطقة وكان آخرها فوز حركة حماس وانشغال واشنطن بالصراع مع طهران لتحسين العلاقات بين دمشقوواشنطن والتركيز خلال محادثات الطرفين مع وزير الخارجية الأمريكية على أن تطبيع علاقات واشنطن مع دمشق سيصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن دمشق طالبت كل من القاهرة والرياض باستئناف مساعيهم لتطبيع العلاقات بين دمشق وبيروت وعدم السماح بترك الساحة اللبنانية أسيرة لبعض القيادات التي لا ترغب في نهضة البلدين. من جانبه ، أكد السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق أن التطورات الأخيرة في المنطقة قد خدمت دمشق بشكل غير مباشر فالفوز الساحق الذي حققته حركة حماس في الانتخابات التشريعية ، وتصاعد التوتر حول الملف النووي الإيراني وفر فرصة لدمشق للظهور بمظهر القوى المعتدلة في المنطقة رغم كل شيء وهو ما يمكن أن يوفر مناخا لتدخل مصر والسعودية لتخفيف الضغوط المتتالية على دمشق. ولم يستبعد الأشعل تحسن العلاقات بين دمشقوواشنطن في المرحلة القادمة ، فربما تراهن إدارة بوش على سوريا في المرحلة القادمة لكبح جماح حماس وإقناعها بالقبول بمرجعيات التسوية والاعتراف بإسرائيل في مقابل صفقة مع واشنطن تخفف الضغوط على سوريا ويعطيها الفرصة لكسر العزلة الدولية التي تحاول العديد من القوي دفعها إليها.