نظّم آلاف النمساويين، مساء اليوم الإثنين، مظاهرة حاشدة بالعاصمة فيينا رفضًا للحركة العنصرية "بيغيدا"، داعين إلى العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين دون تأجيج لمشاعر الكراهية. وحركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، بدأت مظاهراتها المناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا، مساء كل يوم إثنين، بنحو 350 مشاركًا في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014. وزاد عدد المشاركين فيها بسبب هتافات الحركة المعادية للإسلام والمهاجرين، حيث شارك نحو 25 ألفا في المظاهرة التي نظمتها في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، كما شارك نحو 17 ألفا في مظاهرة يوم 25 من الشهر نفسه، وتوسعت أنشطة المنظمة لتشمل عدة بلدان أوروبية أخرى. وبحسب مراسل الأناضول، شارك في المظاهرة أكثر من 12 ألفًا من النمساويين والمسلمين وبرلمانيين ونشطاء، مرددين شعارات تندد بالحركة العنصرية من بينها: "تسقط بيغيدا"، "أوقفوا مسيرة بيغيدا" حاملين شعارات ولافتات ورسومات تحث على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين وتدعو لمحاربة العنصرية. فيما قالت الشرطة النمساوية، في بيان لها، أن عدد المشاركين في المظاهرة المناهضة ل "بيغيدا" 5000 فقط.
وبدأت المظاهرة في نهاية شارع "ماريا هيلفر شتراسه" أشهر الشوارع التجارية بوسط المدينة وتحركت في مسيرة كبيرة انتهت عند ميدان شتيفانز بلاتس حيث المنطقة السياحية.
من جانبه، رفض ميخائيل بروبشتينج، القيادي بالتيار اليساري، العنصرية ضد المسلمين في النمسا، مشيرًا إلى أن "بيغيدا" وغيرها من الجماعات اليمينية المتطرفة تريد خلق أجواء مخيفة بتأجيج مشاعر الكراهية.
وأضاف، في تصريحات للأناضول: "يجب وضع حد ل بيغيدا كموجة معادية للإسلام"، مطالبًا كافة شرائح المجتمع بالتضامن ضد هذه الحركة اليمينية العنصرية من أجل تعزيز التسامح والسلام.
وتابع: "لا مكان للعنصرية في النمسا، ويجب على الجميع التضامن والدعم من أجل مكافحة الكراهية والعنصرية".
بدورها، أعرب آمنة بغجاتي، المتحدثة باسم الهيئة الإسلامية الرسمية بالنمسا (مستقلة)، عن أملها ألا تشهد حركة "بيغيدا" في النمسا أى تطور.
وقالت للأناضول إن "دعوات الكراهية والإقصاء التي تنادي بها الحركة تعزز شعور المسلمين بالانتماء".
وتنظم حركة "بيغيدا" فرع النمسا أول مظاهرة لها مساء اليوم يشارك فيها مابين 250 إلى 300 من أعضائها، حسب الشرطة النمساوية، لوكالة الأنباء الرسمية.
وتتحرك المظاهرة من ميدان "ميخائيلا بلاتس" أمام الباب الخلفي لمنطقة هوف بورج التاريخية وتتحرك حتى منطقة فورينج بالمنطقة الأولى بفيينا، وتطالب الحركة بإصدار قانون يحظر الإسلام في النمسا.
يذكر أن عدد المسلمين في النمسا يبلغ نحو 600 ألف من أصل 8.5 مليون نسمة، هم عدد سكان البلاد.
