أدان المنبر المسيحي الإسلامي (غير حكومي) المظاهرات التي نظمتها حركة "بيغيدا" المناهضة للمسلمين في عدة بلدن أوروبية، معتبرا أنها تحض على "الكراهية وترسخ العنصرية ضد المسلمين". وعارض المنبر بشدة، في بيان له اليوم الأحد، تلقت الأناضول نسخة منه، محاولة "بيغيدا" التحريض والترويج ضد المسلمين، معرباً عن الاستياء الشديد من محاولة النيل من التماسك والتضامن الاجتماعي في النمسا. وأشار البيان إلى أن تاريخ الإسلام في النمسا يزيد عن مائة عام، منوهاً إلى حرص المجتمع والدولة على "مواجهة العنف والتطرف والإرهاب" من جانب الإسلاميين المتشددين. وأضاف أن "بيغيدا" لا تمثل المجتمع المسيحي الغربي وتتجاهل حقيقة دعوة الطوائف المسيحية للحوار واحترام الإسلام. وأكد على الحاجة السريعة اليوم لأمثلة إيجابية يمكن من خلالها فهم التعايش ومواجهة كل ما يحض ويحرض على كراهية الإسلام والأجانب من أجل بناء الثقة. واختتم البيان مشدداً على ضرورة معرفة المسيحيين والمسلمين المزيد عن بعضهم البعض من أجل التغلب على الأحكام المسبقة ومن أجل إثبات أن أتباع الديانات والتقاليد المختلفة يعيشون معا. وتأسس المنبر المسيحي الإسلامي عام 2006 بعد قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بهدف جمع القوى لبناء قاعدة حوار بين المسلمين والمسيحيين ومناهضة العنصرية وجميع أنواع التطرف. ويقوم المنبر بتنظيم المحاضرات ونشر المقالات في وسائل الإعلام المختلفة، ويضم 1500 من النخبة والنشطاء، ولايقتصر على المسيحيين والمسلمين فقط بل مفتوح لكل الديانات وكذلك من ليس له دين. وفي تصريحات للأناضول طالب عمر الراوي رئيس المنبر، المسلمين في النمسا بضرورة المشاركة الفعالة في المجتمع وأن يكون لديهم وعي سياسي واجتماعي. وشدد على ضرورة أن يبدأ المسلمون حواراً داخلياً، منوهاً إلى وجود الكثير من الأسئلة التي تطرح على المسلمين في المجتمع الأوروبي بحاجة إلى الدخول في نقاش حقيقي وفعلي لإيجاد حلول وأجوبة. وحسب صحيفة "دي برسا" اليومية، نقلا عن المتحدث باسم حركة "بيغيدا" النمساوية جورج إيمانويل ناجل، فإن الحركة تستعد لأول اجتماع حاشد لها بفيينا للمطالبة بإصدار قانون يحظر الإسلام في البلاد، من دون معرفة تاريخه. كما تنظم التيارات اليسارية بالتعاون مع الجمعيات والهيئات الإسلامية مظاهرة كبيرة في العاصمة النمساوية مناهضة لحركة بيغيدا. جدير بالذكر أن حركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) ؛ بدأت مظاهراتها المناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا، مساء كل يوم اثنين؛ بنحو 350 مشاركا في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وزاد عدد المشاركين فيها بسبب هتافاتها المعادية للإسلام والمهاجرين، حيث شارك نحو 25 ألفا في المظاهرة - التي نظمتها في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، - كما شارك نحو 17 ألفا و300 شخص في مظاهرة يوم 25 من الشهر نفسه، وتوسعت أنشطة المنظمة لتشمل عدة بلدان أوروبية اخرى.