حاولت المصريون كشف حالة الغموض التى تحيط بواقعة مصرع الشاب "بلال العزبي" ابن مدينة بورسعيد، والذى توفى إثر انفجار قنبلة استهدفت محول كهربائي بجوار مبنى الضرائب بحي المناخ فى الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي. وقد تضاربت الأقوال والتصريحات من جانب القيادات الأمنية بمديرية أمن بورسعيد وأسرة المتوفى "بلال" وأصدقائه، حيث جاءت تصريحات مديرية الأمن عقب واقعة الانفجار أن بلال، أحد العناصر الإرهابية والذى حاول زرع عبوة ناسفة استهدفت محول كهربائي لكنها انفجرت به، وأن هذا الإرهابي والده يعد أحد القيادات الإخوانية والمقبوض عليه بتهمة الهجوم على قسم شرطة العرب بوسط مدينة بورسعيد. وقد زادت تصريحات مديرية الأمن من غضب أهالى المتوفى وأصدقائه والمقربين منه، مطالبين بالقصاص من قتلة "بلال". وأكدت والدة المتوفى "بلال"، أن ابنها اختفى فجأة فى ظروف غامضة قبل وفاته ب12 ساعة وبعد اتصالات مكثفة من جانب أقاربه وأصدقائه وصلنا نبأ بأنه اعتقل بأحد معسكرات الأمن المركزي بمدينة بورفؤاد وقتها تعرض لعملية تعذيب قاسية أودت بحياته. وتساءلت كيف يقوم ابنى بتفجير محول كهربائي وهو معتقل لدى الأمن، وكيف سيهرب من المعتقل بعد أقل من يوم على اعتقاله وتجهيز قنبلة ليلقيها فى المكان الذى أعلنته مديرية الأمن. وأوضحت أنها فوجئت بالصفحة الرسمية لمديرية الأمن تنشر صورًا لابنى وهو ممزق الجسد ودماؤه تحيط به على الأرض وتقول عليه إنه "إرهابي" ألقى قنبلة وفجر محول كهرباء، مرددة: "حسبى الله ونعم الوكيل". وتابع أحد أقاربه، أننى سأقول شهادة حق أمام الله: "بلال مات شهيدًا ربنا يرحمه فهو من أطيب الناس خلقا وأدبا وقد قابلته منذ فترة كبيرة وجمعتنا فكرة وهدف واحد التف حوله أكثر من 20 شابًا بورسعيديًا كلهم أصدقاء لبلال فى تكوين فريق عمل تحت اسم وشعار "life system " للتسويق وتنظيم الدورات التدريبية لنشر العلم فى المجتمع البورسعيدى. وأشار إلى أن بلال قابلنى قبل وفاته بعشرة أيام بشارع أسوان، ووقفت لأتحدث معه ولما سألته أين آخر أعمالك فى التدريب دعانى لحضور محاضرة فى الفوركس والبورصة بأحد المراكز التعليمية ببورسعيد، فبلال شاب طموح وعنده هدف بحياته فكيف يقوم بهذا الفعل الإجرامى الجبان فهو بريء من كل التهم والإدانات التى اتهم بها. فيما أكد أحد أقاربه أثناء تشييع جثمانه بمقابر الأسرة بمدافن بورسعيد: بلال واجه تعذيبًا قاسيًا بأحد معسكرات الأمن المركزى ببورسعيد وتوفى على إثرها وقاموا بألقاء جثته داخل عملية التفجير ليبعدوا تهمة وفاته عنهم تمامًا ونحن نحتسبه عند الله شهيدا. كما شهد حي الزهور ببورسعيد عدة وقفات وسلاسل بشرية نظمها أصدقاء الشاب "بلال"، رافعين لافتات تطالب بالقصاص ممن قتله وأن مسيراتهم لن تنقطع حتى يتم التحقيق مع المتسبب في مقتله.