حذر علماء ومفكرون مسلمون من الاضطراب السياسي والامني بالعديد من الدول الاسلامية، داعيين إلى وقف الاقتتال والعنف ومحاربة الارهاب. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي ال 12 للندوة العالمية للشباب الإسلامي، الذي بدأ اليوم ويستمر حتى بعد غد السبت بمدينة مراكش المغربية (وسط)، تحت شعار "الشباب في عالم متغير". وحذر صالح بن سليمان الوهيبي، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي (هيئة إسلامية عالمية غير حكومية تعنى بقضايا الشباب) في كلمته بالمؤتمر، من الاضطرابات ببعض بلدان المنطقة. وأشار إلى معدل الفقر الكبير بعدد من البلدان المنطقة، والاضطراب السياسي والأمني، وتنامي التطرف الذي يقلق المعنيين بامور الدين والفكر والشباب. وقال الوهيبي " انتقل الغلو لدى الشباب من الفكر الى العنف ، وابتعدوا عن الوسطية، وولد الفكر المرتبط بالعنف موجات مضادة بالغرب، حيث تعرض المسلمون الى مضايقات مستمرة". وأضاف أن "الثورة الاعلامية غيرت في الأنماط السلوكية لدى الشباب وهو ما يستدعي البحث". ويشكل الشباب، بحسب الوهيبي، أكثر من نصف سكان العالم الاسلامي. من جهته، قال محمد الادريسي رئيس المجلس العلمي لجهة مراكش ( فرع المجلس العلمي الاعلى بالمغرب وهو أعلى هيئة دينية في البلاد)، إن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة عصيبة تتطلب تضافر الجهود لمكافحة الارهاب و التطرف، في ظل استراتيجة اسلامية موحدة، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالشباب العنصر الحيوي للمجتمع. وأضاف أن "الشباب في كل عصر خلقوا لزمان غير زمان الذين سبقهم، ولكل عصر رجال". ودعا محمد الادريسي في تصريح خاص للاناضول إلى إعادة الثقة بقدرات شباب الأمة، مطالبا علماء المسلمين بالاهتمام اكثر بالشباب، منتقدا غياب العلماء في تأطير الشباب، وغياب توظيف الشعر والفن والمسرح والعديد من المجالات في تأطيي الشباب. من جهته، دعا عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس الاسبق للسودان في كلمته إلى وقف النزاع والاقتتال بالعديد من الدول العربية والاسلامية. وشدد على ضرورة الوحدة الاسلامية، في ظل عالم جعل من الاسلام عدوا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث يتربص به ويسعى الى تدميره، منتهجا أساليب عدة. ومن المنتظر أن يتم عرض 42 بحثا خلال المؤتمر، الذي يشهد مشاركة علماء وباحثين ومفكرين من أكثر من 95 دولة، بحسب منظميه. والندوة العالمية للشباب الإسلامي هي هيئة إسلامية عالمية مستقلة وملتقى إسلامي يدعم جهود العاملين في المؤسسات الإسلامية في العالم، وتعنى بقضايا الشباب، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1972 بالسعودية.