انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي ال12 للندوة العالمية للشباب الإسلامي، بمدينة مراكش بالمغرب؛ اليوم الخميس، تحت شعار "الشباب في عالم متغير"، بحضور 700 شخصية بارزة. وقال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي، في كلمته خلال الافتتاح أن المؤتمر يعقد في ظروف دولية حافلة بالأحداث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية، وقد صاحب ذلك انفتاح إعلامي غير مسبوق عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي، مما أحدث تغيرا كبيرا في الأنماط السلوكية والجوانب النفسية لدى الشباب، مما استدعى النظر في التغيير الحاصل وتجلية مفهومه ومعرفة سننه. ولفت إلى ضرورة الوقوف بجانب الشباب وترشيد مسيرتهم والاستجابة لتطلعاتهم المشروعة في أمة تزدان بأن نسبة الشباب فيها هي الغالبة، فأمة الإسلام يشكل فيها الشباب أكثر من 50% من مجموعها. وأضاف الوهيبي أن ما يجري اليوم من أحوال فقر واضطراب سياسي واجتماعي متنام، وتطرف فكري أو جنوح إلحادي؛ لهو مما يقلق المعنيين بأمور الدين والفكر والشباب، فقد اشتدت وطأة الفقر على مجتمعات كثيرة، واضطرابات أحوال بعض البلدان، كما انتقل الغلو لدى فئات الشباب من طور فكري إلى طور العنف وخرج عن الوسطية التي تحترم حق الإنسان في الاختلاف والأمن والعيش الكريم، وولّد هذا الفكر موجات مضادة في بلاد غربية تدعو إلى نبذ الإسلام وتعرّض المسلمون فيها إلى مضايقات مستمرة. وأشار إلى أن هناك معادلة مهمة يهدف المؤتمر إلى مناقشتها، وهي السعي من أجل أن يحافظ شبابنا على هويته وثقافته فيظل قوياً صحيح الروح والفكر والسلوك، مع التفاعل بإيجابية مع متغيرات العصر من دون عزلة ولا انحراف عن المسار الصحيح. وأكد أن البحوث المقدمة للمؤتمر يتم تحكيمها من قبل لجنة علمية مختصة من أساتذة الجامعات لضمان جودة هذه البحوث التي تغطي أغلب المتغيرات المعاصرة، وتبين الدور المعقود على المؤسسات الرسمية والخيرية والعلماء والمفكرين لتعزيز قيم العلم والعمل والانتماء والتعاون والحوار وغيرها من القيم ذات الصلة بموضوع المؤتمر". وأقر الوهيبي بأنهم لا يمتلكون علاجا لهذه القضايا ولكنهم يأملون من خلال بحوث وندوات ومحاضرات ومشاركات هذا المؤتمر الإسهام في تشخيص أحوال الشباب في هذا العالم المتغير، ويقدم مقترحات، ويسلط الضوء على تجارب شبابية ناجحة من أنحاء شتى فسي العالم؛ لعلها تكون نبراسا يقتدى به في العمل الشبابي.