أعلنت بلدة فيلتينو الصغيرة الواقعة في وسط إيطاليا استقلالها عن الحكومة المركزية، واستحدثت عملة جديدة خاصة بها؛ وذلك احتجاجا على إجراءات التقشف التي اعتمدتها روما مؤخرا والتي تقضي بدمج كل مدينة يقل عدد سكانها عن ألف نسمة بمدينة أخرى بغرض التوفير. وبلدة فلتينو الواقعة على مسافة 100 كلم إلى الشرق من العاصمة الإيطالية لا يتجاوز عدد سكانها 550 نسمة، ولذا كان سيتوجب عليها الاندماج مع بلدة تريفي المجاورة بموجب إجراءات التقشف؛ وبالتالي كان سيفقد عمدة المدينة لوقا سيلاري منصبه؛ الأمر الذي دفعه لابتكار فكرة إعلان الاستقلال. وقام سيلاري باستحداث عملة جديدة اطلق عليها اسم (الفيوريتو) تحمل صورته. وبدأت متاجر البلدة تداول العملة الجديدة، كما يقوم السائحون الذين بدأوا بالتقاطر على هذه البلدة الوادعة بشراء كميات منها كتذكار. وبحسب العمدة؛ فإن فكرة إعلان استقلال امارة فيلتينو تحظى بحماس كبير في صفوف السكان المحليين. ويبرر العمدة سيلاري قراره بالقول إن ايطاليا كانت يوما مكونة من عشرات الإمارات والدوقيات، ويمضي قائلا "اذا كانت امارة سان مارينو قد تمكنت من الاستمرار طيلة هذه المدة، فلماذا لن تتمكن من ذلك فلتينو أيضا؟"، بحسب "بي بي سي". يذكر أن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة بإلغاء المجالس المحلية في البلدات الصغيرة ودمجها مع المدن الأكبر قد أثارت غضبا شديدا في أرجاء إيطاليا مما قد يجبر رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني على إعادة النظر فيها. ولكن حتى يحين ذلك، يبدو أن إمارة فلتينو الجديدة ستستمر بالتمتع بالشهرة الدولية التي سقطت عليها فجأة حيث وفد إليها الصحفيون والفرق التلفزيونية من الشرق والغرب.