إنفوجراف| أسعار الذهب في مستهل تعاملات الجمعة 3 مايو    أسعار البيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024    استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 24155 جنيهًا    دايملر للشاحنات تحذر من صعوبة ظروف السوق في أوروبا    المرصد السوري: قصف إسرائيلي يستهدف مركزا لحزب الله اللبناني بريف دمشق    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تقمع طلاب الجامعات بدلا من تلبية مطالبهم بشأن فلسطين    مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حملة مداهمات واعتقالات    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    جدول مباريات اليوم.. حجازي ضد موسيماني.. ومواجهتان في الدوري المصري    الكومي: مذكرة لجنة الانضباط تحسم أزمة الشحات والشيبي    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 4 مايو 2024 | إنفوجراف    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    ضبط 300 كجم دقيق مجهولة المصدر في جنوب الأقصر    معرض أبو ظبي يناقش "إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية"    زي النهارده.. العالم يحتفل باليوم العالمي للصحافة    «شقو» يتراجع للمركز الثاني في قائمة الإيرادات.. بطولة عمرو يوسف    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    إبراهيم سعيد يكشف كواليس الحديث مع أفشة بعد أزمته مع كولر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تغيبها 3 أيام.. العثور على أشلاء جثة عجوز بمدخل قرية في الفيوم    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحدة العمل الاسلامي
نشر في المصريون يوم 02 - 09 - 2011

ان وحدة العمل الاسلامي واجب شرعي وضرورة حركية تفرضها طبيعة المرحلة التي تمر بها الحركة الاسلامية في مصر بعد ثورة 25 يناير المباركة حيث تنادي كافة الفصائل الاسلامية بضرورة الحفاظ على الهوية الاسلامية لمصر واقامة دولة اسلامية حضارية ترسي اسس العدل و المساواة وتحفظ حقوق المسيحيين من خلال تطبيق الشريعة الاسلامية ، وهناك اعين في الداخل والخارج متربصة شرا بالاسلاميين وتتحين الفرصة للانقضاض عليهم وتستغل أي هفوة لأي فصيل إسلامي فتقوم بتضخيمها وتبحث عن مواطن الخلاف بين الجماعات الإسلامية لتؤججها وتزيد من الشقة وتقطع الطريق أمام أي محاولة للتقريب بين الإسلاميين؛ لأنه لو حدث وتوصلت الجماعات الإسلامية إلى تشكيل تحالف إسلامي واسع فإن أحلام العلمانيين واليساريين في حكم مصر ستذهب أدراج الرياح وتتحول إلى سراب ، وفي هذا الاطار ضخمت الصحف غير الاسلامية من الانباء التي ترددت عن وجود خلافات بين الجماعات الاسلامية على الساحات العامة لتنظيم صلاة العيد .
وقبل مطالعتي لانباء ومزاعم الخلافات بين الاسلاميين على ساحات صلاة العيد المنشورة في الصحف اليومية خلال يومي الثلاثاء والاربعاء 30 و 31 اغسطس - والتي هي للاسف جميعها صحف غير اسلامية فلا توجد ولو صحيفة يومية او اسبوعية واحدة تتبنى المنهج الاسلامي لتقدم لنا الحقيقة وفق رؤية الجماعات الاسلامية - كنت قد انكببت على كتبي في مكتبتي الاسلامية المتواضعة لاختيار بعض المراجع وامسكت بقلمي لأجهز نفسي للكتابة عن الحرب الشيطانية التي يشنها العلمانيون والليبراليون والماديون في الداخل والخارج على الإسلاميين المتمسكين بالهوية الإسلامية لمصر وضرورة مواجهة الاسلاميين للمخطط العلماني الليبرالي الخبيث لدفع المجلس العسكري الى اصدار ما يسمى بالمباديء فوق الدستورية للالتفاف على رغبة الاغلبية الكاسحة من الشعب في تحكيم شرع الله من خلال الغاء او تعديل المادة الثانية من الدستور التي تقول ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع وهو ما يتطلب عدم تنازل الإسلاميين في المرحلة المقبلة عن الثوابت التي من أجلها بذل كل الاسلاميين في مختلف الفصائل الاسلامية الغالي والنفيس منذ الغاء الخلافة الإسلامية وحتى الان وقضوا فترات طويلة من حياتهم في غياهب السجون او في ملاحقات متواصلة من امن الدولة او من محاربة في ارزاقهم طيلة عقود من الحكم البوليسي الدموي ، وعلى راس هذه الثوابت استعادة الهوية الاسلامية لمصرنا عبر التطبيق الكامل للشريعة الاسلامية واقامة الدولة الاسلامية. الا ان الله عز وجل شاء ان اغير اتجاه قلمي الى موضوع اخر يمثل الجانب الاخر من الخطر الذي تواجهه الحركة الاسلامية وهو ظهور بوادر لخلاف اسلامي – اسلامي فبات من الضروري الاسراع في تشكيل مجلس من حكماء الفصائل الاسلامية ومن الاسلاميين المستقلين للتقريب بينها قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة ، ودافعي هو ما نشرته الصحف غير الاسلامية تحت عناوين مثيرة مثل " ساحات صلاة العيد تشعل الصراع بين التيارات الدينية و السياسية .. ساحات صلاة العيد تفرق بين الاسلاميين " وغيره من العناوين المسمومة التي آلمتني بشدة وتعمدت ان تبرزها الصحف غير الاسلامية التي تعودت الاصطياد في الماء العكر كما يقال للوقيعة بين الجماعات الاسلامية باي طريقة .
وللاسف الشديد فان الصحف المصرية والعربية صورت تنافس إخواننا في الجماعات الإسلامية على تنظيم صلاة العيد في الساحات إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وكأنها معركة شرسة وصراع ساخن بين الإسلاميين بعضهم البعض للسيطرة على اكبر عدد من الساحات ، وبدا لي – ان صحت هذه الاخبار- أن هناك خطرا أشد من خطر العلمانيين والملاحدة يجب على كل مخلص لإسلامه أن ينشغل بمواجهته والعمل على علاجه فورا لتوحيد الجبهة الإسلامية في مواجهة الجبهة العلمانية واليسارية التي توحدت ضد الهوية الإسلامية لمصر ، وأقصد بذلك خطر الانقسامات والخلافات بين الجماعات والأحزاب الإسلامية والذي بدا يلوح في الأفق مجددا ، ومكمن الخطر هنا أن الصحف غير الإسلامية والتي يسيطر عليها أصحاب الأفكار العلمانية والليبرالية صورت هذا التنافس الشريف وكأنه حرب بين الإسلاميين.
وإنني في هذه السطور ادق ناقوس الخطر وأطلق صرخة تحذير أرجو ان يسمعها العقلاء في الفصائل والجماعات الإسلامية لتدارك نتائج هذا الخلاف " الودي" الذي وقع بينهم في تنظيم صلاة العيد لأنه لو لم يتم تطويقه سريعا وتداركه قبل عيد الاضحى المبارك ولو استمرت الروح الخلافية بين الإسلاميين في العمل الإسلامي العام وغاب التنسيق بينهم، واذا لم يتم التنسيق مبكرا بين الجماعات الاسلامية لتوحيد عملية تنظيم صلاة عيد الاضحى المقبل في الساحات فان ذلك كله ستكون له نتائج كارثية خاصة ان ذلك سيكون متزامنا مع معركة الانتخابات البرلمانية حيث من المتوقع أن ترشح كل جماعة عددا من قيادييها ويخشى المخلصون من الإسلاميين أن تقع صدامات دامية بين الجماعات الإسلامية إن لم تتوحد جميعا وتتفق على صلاة موحدة للعيد وقائمة موحدة من المرشحين الإسلاميين يمكن خوض الانتخابات بها سواء بصورة مستقلة عن الاحزاب الاخرى أو ضمها الى تحالف الأحزاب الأخرى غير الاسلامية بشرط عدم الموافقةعلى تواجد اي شخص مشبوه او سيء السمعة ضمن مرشحي تلك الاحزاب ، لكن يجب أن يكون الصوت الإسلامي واحدا وموحدا في مشاوراته أو تحالفاته مع الأحزاب غير الإسلامية؛ لأن التنسيق الإسلامي – الإسلامي قبل الانتخابات وقبل دخول أي فصيل إسلامي في تحالف مع الأحزاب غير الإسلامية هو الضمانة الوحيدة لقطع الطريق أمام أعداء الإسلام الذين يريدون إشعال نار الانقسامات بين الجماعات الإسلامية ، فأخشى ما أخشاه أن يتحول هذا الخلاف الودي على ساحات صلاة العيد إلى خلاف دموي على مقاعد البرلمان بعد عدة اسابيع .
كلامي هذا بمثابة جرس انذار للاسراع في التقريب بين الاسلاميين وتناسي الخلافات التاريخية وتشكيل تحالف واسع بين مختلف الفصائل الاسلامية ، لان الظروف التي تمر بها مصر تحتم على الاسلاميين التسامي فوق الجراح ان كانت هناك جراح من الماضي والتعالي فوق الخلافات النظرية والتاريخية المتوارثة من جيل الى جيل على بعض القضايا ، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة بين الاسلاميين والعلمانيين على هوية مصر ، وهو ما يتطلب سرعة توحيد العمل الاسلامي لتضافر الجهود لاعادة بناء مصر ويجب ان تكون الروح السائدة بين الجماعات الاسلامية هي روح الحب والاخاء و التعاون و الولاء ، والعمل - بما لا يخالف الشرع الاسلامي- بمقولة " يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ويعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه " وهي المقولة التي قالها صاحب المنار الاستاذ محمد رشيد رضا ونقلها عنه الاستاذ حسن البنا ورفضها بعض الاسلاميين الا ان الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله رحمة واسعة كان له تعليقٌ حسنٌ عليها ولا يمكن لاسلامي يزعم انه متمسك بالمنهج الاسلامي ان يعارض تفسير العلامة ابن باز ولو عملنا بتفسيره لتلك المقولة لعالجنا الكثير من اسباب الخلاف بين الاسلاميين ، قال شيخنا ابن باز" : نعم يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق والدعوة إليه والتحذير مما نهى الله عنه ورسوله ، أما عذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه فليس على إطلاقه بل هو محل تفصيل فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى دليلها فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض أما ما خالف النص من الكتاب والسنة ، فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن عملا بقوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) سورة النحل الآية 125 وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) صحيح مسلم الإمارة (1893),سنن الترمذي العلم (2671),سنن أبو داود الأدب (5129),مسند أحمد بن حنبل (4/120)."
وانني اهيب بالحكماء من كل فصيل اسلامي وبالعقلاء من الاسلاميين المستقلين الاسراع في التدخل لعلاج الخلافات الاسلامية – الاسلامية في مهدها وتشكيل مجلس اعلى للتقريب والتنسيق بين الاسلاميين قبل فوات الاوان فهل يعقل ان يدخل بعض الاسلاميين في تحالفات مع احزاب علمانية ويسارية ولا يحدث اي تحالف دائم ومستقر بين الاسلاميين انفسهم من مختلف الفصائل و الجماعات ،فيجب ان نحافظ على روح مليونية الجمعة 29 يوليو " جمعة الارادة الشعبية والشريعة و الهوية الاسلامية " التي كانت بمثابة فتح جديد للتيار الاسلامي العريض بمختلف فصائله حيث توحد الاسلاميون جميعا من الاخوان المسلمين والسلفيين والجهاد والجماعة الاسلامية والاسلاميين المستقلين تحت راية واحدة وهي الحفاظ على الهوية الاسلامية لمصر وتمنينا ان يكون ذلك بمثابة تدشين للعمل الاسلامي المشترك الذي ظللنا نحلم به منذ ايام الصبا وحتى الان ، ورغم تعدد المنصات في هذا اليوم فكان لكل جماعة منصة الا ان تواجدهم بهذه الكثافة العددية الكبيرة في مكان واحد وفي توقيت واحد في ميدان التحرير بالقاهرة حيث الملايين من شباب مصر وتحدث اتباع كل جماعة بحرية دون وقوع مصادمات بين الاسلاميين انفسهم وكذلك عدم حدوث تهجم من اي جماعة على اخرى كل هذا يمثل نقلة نوعية في العمل الاسلامي التنسيقي المشترك اصاب العلمانيين واليساريين بالرعب فخرج اعداء الفكرة الاسلامية من جحورهم وصوبوا سهامهم ضد الاسلاميين وحاولوا اشعال الخلافات بين بعض الفصائل الاسلامية التي شاركت في جمعة الهوية الاسلامية.
واتفق مع زميلي وصديقي الباحث في شئون الحركة الاسلامية الصحافي علي عبد العال عندما قال في دراسة له نشرتها "المصريون" : " جاءت هذه المليونية الإسلامية (في ال 29 من يوليو) نتيجة تنسيق شبه كامل بين كافة فصائل الحركة الإسلامية في مصر، وعلى خلفية أحداث ومواقف مرت خلال الفترة القليلة الماضية ولم تكن مقبولة لهم، فأراد الإسلاميون على ما يبدو أن يقولوا أنهم موجودون، بل رقمًا هامًا في المعادلة لا يحق لأحد تجاوزه خاصة تجاه قضايا مصيرية تهم جموع المصريين. بل كانت هناك رسالة أوضح أراد الإسلاميون تمريرها في ثاني مشهد تبرز فيه قوتهم بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية فحواها أن ما كان يسري عليهم في السابق لم يعد له محل من الإعراب الآن بعدما ثار المصريون واستطاعوا بعد عقود من الطغيان أن يقلبوا المعادلة ويغيروا من قواعد اللعبة التي كانت تُسير الأوضاع في البلاد. ".
وبالعودة الى دعوتي لاصلاح ذات البين بين الجماعات الاسلامية ، فانني اؤكد ان الخوف على اخواني الاسلاميين المخلصين من مختلف الجماعات ،هو تخوف مشروع من ان تتكرر الحوادث الاليمة التي وقعت بين الفصائل الاسلامية في حقبتي السبعينيات والثمانينيات واوائل التسعينيات حيث دار صراع على بعض المساجد في بعض القرى والنجوع والمدن ودار صراع اشد سخونة بين الجماعات الاسلامية في انتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات واستغل العلمانيون واليساريون في الصحف ووسائل الاعلام وقتها تلك الاحداث في بدايتها وضخموها وسكبوا البنزين عليها وشوهوا صورة الاسلاميين بين الناس ، واخشى ما اخشاه ان ينجح العلمانيون في مخططهم هذه المرة فيحولون الخلافات الودية او التنافس الشريف بين الاسلاميين مثلما حدث في تنظيم صلاة العيد في الساحات العامة الى صراعات واشتباكات طاحنة وربما دموية – لا قدر الله - في صلاة عيد الاضحى المقبل والانتخابات البرلمانية القادمة.
ورغم ان هذا التنافس هو شيء طبيعي وليس جديدا فهو يحدث في عيدي الفطر والاضحى كل عام الا ان الصحف غير الاسلامية تلقفت هذه الاحداث واخذت تطبل وتزمر وتؤجج في نار الفتنة بين الاسلاميين وضخمت هذا الخلاف الذي اخذ هذه المرة بعدا مختلفا فهو ينذر بالخطر واعطى اعداء التيار الاسلامي الفرصة لتاجيج الصراع الاسلامي – الاسلامي خاصة ان التنافس على ساحات صلاة العيد جاء بعد ثورة 25 يناير واشهار او تاسيس عدد من الاحزاب الاسلامية وجاء التنافس على تنظيم صلاة العيد قبيل اجراء الانتخابات البرلمانية والتي لم تشهد العمليات التحضيرية لها حتى الان الاعلان عن اي تحالف اسلامي واسع لخوضها ، وهو ما ينذر بحدوث تنافس اشد خطورة بين اخواننا الاسلاميين ليفوز كل فصيل اسلامي باكبر عدد من المقاعد.
ومن المناسب ان اذكر هنا- من باب النقد الذاتي البناء للاستفادة من دروس الماضي - الاسباب التي ادت الى اي خلاف قد يكون قد حدث بين الاسلاميين في عيد الفطر المبارك واستغله العلمانيون عبر الصحف غير الاسلامية لتاجيج الانقسامات بين ابناء الحركة الاسلامية ، ومن الضروري تدارك وعلاج هذه الاسباب قبل عيد الاضحى المقبل ، ومن ذلك عدم وجود تنسيق مسبق بين الاسلاميين لتوحيد تنظيم صلاة العيد في الساحات العامة لتحديد خطباء كل جماعة وفي الساحات وتحديد من سيؤم الناس في الصلاة حتى لا يتدافع الاسلاميون من كل فصيل لحجز اكبر عدد من الساحات لهذا الفصيل او ذاك ، وهذا اصاب بعض الاسلاميين بالاحباط لانهم كانوا يتوقعون ان يكون هذا العيد مختلفا فكانوا يمنون النفس بان يتوحد الاسلاميون جميعا في تنظيم صلاة العيد ، ومن السلبيات ايضا تسابق القياديين في كل فصيل اسلامي قبل يوم العيد على اطلاق التصريحات حول عدد الساحات التي سينظم فيها كل فصيل صلاة العيد دون الاشارة الى وجود تنسيق من عدمه مع بقية الفصائل الاسلامية الاخرى ، وعدم الرد على ما نشرته الصحف عن حدوث خلافات واشتباكات بين اتباع الجماعات الاسلامية للسيطرة على ساحات صلاة العيد في بعض المحافظات مثل المنيا والمنوفية والاسكندرية.. واكبر الاخطاء هو عدم تفعيل دور "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"،التي تضم ممثلي (الإخوان المسلمون، والدعوة السلفية، والجماعة الإسلامية، والهيئة الشرعية، وجبهة الإرادة الشعبية) وكان لها الدور الابرز في تنظيم مليونية جمعة 29 يوليو ، لكن لم نسمع عن تلك الهيئة المباركة بعد ذلك اليوم رغم ان الاسلاميين اعتبروها بداية مبشرة للعمل الإسلامي المشترك من خلال التوافق بين المكونات الإسلامية امام التحديات والقضايا الكبرى، فضلا عن- كما يقول زميلي الباحث الاسلامي علي عبد العال - الإيجابية مع سرعة التحرك التي تؤشر على أن الإسلاميين باتوا حريصين على أن يقولوا أنهم موجودون، بل رقمًا هامًا في المعادلة لا يحق لأحد تجاوزه من الآن خاصة مع القضايا المصيرية. واضيف – انا- بان تلك الهيئة الشرعية لا يجب ان يكون دورها فقط التنسيق قبل اي تظاهرات عامة بل يجب ان يكون لها دور اكثر شمولية فالاولى شرعا هو التنسيق بين الجماعات الاسلامية في الشارع وحل الخلافات ومنع وقوع مصادمات في المستقبل مثل توحيد عملية تنظيم صلاة العيد بين مختلف الجماعات الاسلامية لاظهار الاسلاميين بمظهر المتحدين في وجه العلمانيين المتربصين.
وفي هذا السياق من الواجب ان اشيد بالاخوة القائمين على "منسقية العمل السياسي الإسلامي" التي قرأت اهدافها في مواقع الانترنت بعد انتهائي من كتابة هذه السطور والأهداف الرئيسية للمنسقية هي الوصول الى أغلبية نيابية ذات مرجعية إسلامية بالدورة البرلمانية 2011 ورئيس مصري ذو مرجعية إسلامية عن الانتخابات الرئاسية 2012 ، ورغم اهمية المنسقية في وضع لبنة على طريق وحدة العمل الاسلامي المشترك من خلال الانتخابات العامة المقبلة لكن لفت نظري ان مهمة المنسقية تسري فقط حتى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية و الرئاسية القادمتين وان كنت ارى ان توحيد الجبهة الاسلامية في مواجهة الجبهة العلمانية يتطلب رؤية اوسع من خلال تشكيل مجلس دائم يضم حكماء الجماعات الاسلامية والاسلاميين المستقلين لتعبيد الطريق امام تشكيل تحالف اسلامي واسع قبل الانتخابات العامة المقبلة من خلال الاسراع في حل الخلافات بين الاسلاميين والتي تظهر من خلال الممارسة على الارض في اثناء العمل الاسلامي في الشارع مثلما حدث في صلاة عيد الفطر المبارك وعدم انتهاء دور مجلس الحكماء بانتهاء تلك الانتخابات بل يجب ان يستمر.
وللشيخ الدكتور يوسف القرضاوي كتيب جميل بعنوان " ادب الاختلاف" حذر فيه من مخاطر الصراعات بين الجماعات الاسلامية ، وقال عن ذلك : لا يزعجني أن يكون للصحوة الإسلامية المعاصرة أعداء من خارجها يتربصون بها، ويكيدون لها، فهذا أمر منطقي اقتضته سنة التدافع بين الحق والباطل، والصراع بين الخير والشر، والتي أقام الله عليها هذا الكون الذي نعيش فيه: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) (سورة البقرة: 217).إنما الذي يزعجني ويؤرقني ويذيب قلبي حسرات: أن تعادي الصحوة نفسها وأن يكون عدوها من داخلها، وأن يكون بأسها بينها. لا يزعجني أن يكون في الصحوة مدارس أو فصائل أو جماعات لكل منها منهجه في خدمة الإسلام وفقا لتحديد الأهداف و الوسائل ومراحلها، ولكن الذي يدمي القلب حقا أن يوجد بين الدعاة والعاملين من لا يقدر هذا الأمر حق قدره، وأن يبذر بذور الفرقة أينما حل، وتركيزه دائما على مواضع الاختلاف، لا نقاط الاتفاق، فيورث العداوة والبغضاء، وهو دائما معجب برأيه، مزك لنفسه وجماعته، متهم لغيره. والحق أن الاختلاف في ذاته ليس خطرا، وخصوصا في مسائل الفروع، إنما الخطر في التفرق والتعادي الذي حذر الله ورسوله منه. لهذا كانت الصحوة الإسلامية والحركة الإسلامية بمختلف اتجاهاتها ومدارسها في حاجة إلى وعي عميق بما نسميه (فقه الاختلاف)".
وختاما .. على الاخوة الاسلاميين من مختلف الجماعات والاحزاب الاسلامية الاندماج في تحالف اسلامي واسع في اسرع وقت لان المعركة القادمة ستكون اشد ضراوة لانها ستحدد وجه مصر وهويتها خلال السنوات المقبلة ..فاما ان تكون اسلامية اوعلمانية ترتدي ثوبا خادعا هو الدولة المدنية .. فالعلمانيون معتنقي الليبرالية يتربصون بنا من كل صوب ولا يتوارعون عن صب البنزين على اي خلاف ولو بسيط ينشب بين الاسلاميين لاشعاله اكثر ، عملا بالاسلوب الاستعماري الحقير " فرق تسد" .. فاذا تفرق الاسلاميون واختلفوا ولم يتحدوا فان السيادة في مصر ستكون للعلمانيين واليساريين المدعومين بقوى خارجية لا تريد لمصر ان تصبح قوة اسلامية عظمى تواجه الذئاب الصهيونية والامريكية التي اقتطعت اجزاء عزيزة من الجسد الاسلامي الكبير مثل فلسطين والعراق وافغانستان ،ولا تريد قوى الشر المحلية والعالمية للثورة المصرية ان ترتدي ثوب هويتها الاسلامية بل تريد لها هويةعلمانية حتى لا يتحول الربيع العربي الى ثورات اسلامية في وجه الطغاة في كل مكان فيفقدون كراسي الحكم الذي توراثه عاما بعد عام من دون منح الرعية حق البيعة للحاكم كما ان الاعداء يخشون ان يفقدوا قواعدهم العسكرية ويخسروا ما يستولون عليه يوميا من ثرواتنا النفطية.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
*صحافي مصري عضو نقابة الصحافيين المصرية وعضو اتحاد الصحافيين العرب
[email protected]
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.