هل يمكن ان يكون ضمير «خنوفة» قد استيقظ (اذ فجأة).. بعد الحكم عليه في 12 قضية تضم كل انواع الجرائم التي عرفتها البشرية – عدا التجسس – وقرر انهاء حياته الحافلة بشنق نفسه، باستخدام «بنطلون» السجن، وربطه.. «رجل في رقبته.. ورجل في شباك الزنزانة»!!.. ومحدش يسألني ازاي!! بل اسألوا سيادة اللواء مساعد الوزير لشؤون السجون الذي شرح ذلك في احد البرامج الفضائية في ساعة مبكرة من صباح امس؟! ولكن من «خنوفة» هذا الذي اشغلكم به؟ هو المسجل خطر، والمسجون الهارب رأفت عبدالشكور 33 عاما، ضعيف البنية، أسمر اللون، ويوم القبض عليه، خصصت القناة المصرية الرسمية اكثر من 5 دقائق كاملة في نشرة التاسعة مساء، للتعريف ب«انجازاته» في مجال البلطجة والترويع وعدّد السادة ضباط المباحث العلامات التي تركها في عالم الاجرام منذ هروبه من السجن مع احداث فتح السجون فوصفوه بانه «أكبر وأخطر» بلطجي في العاصمة، والمعروف ب«امبراطور» البلطجة، ومن اهم ما انجزه بعد هروبه من وادي النطرون: قطع طريق مطار القاهرة الرئيسي (شارع صلاح سالم)!!، واحراق سيارات شرطة.. والتعدي على قسم شرطة مصر القديمة، شارك في السيطرة على تجارة المخدرات في عزبة أبوقرن، وهي لمن لا يعرفها «اسم على مسمى» بحق، منذ ايام المعلم «كتكت» الكبير امبراطور الجيارة وحتى الآن، تقع في قلب مصر القديمة، خلف جامع عمرو بن العاص، وتخضع منذ عشرات السنين لسيطرة تجار المخدرات والبلطجية، حتى ان تجار المخدرات وصبيانهم يبيعون الحشيش والبانجو وتذاكر الهيروين علانية على طاولات في حارات العزبة، وويل للشرطة اذا اقتربت.. ما علينا. في هذه الاجواء العبقة نشأ «خنوفة».. وترعرع في منزل العائلة الذي بناه أبوه النازح من إحدى القرى التابعة لقنا ليسكنه مع اخوته الخمسة واضطرت وزارة الداخلية المصرية لتجنيد العشرات من رجال المباحث الاكفاء للتنكر في زي عمال نظافة، وعمال بناء، وباعة جائلين حتى اطبقوا على «خنوفة»، ونظرا لخطورته الشديدة، نقل فورا الى ليمان طره، السجن وليس المزرعة طبعا، واودع بغرفة «التأديب» وهي مخصصة لتأديب المجرمين، ومساحتها – كما اخبرني احد الضباط – 2 × 3 أمتار، دون اضاءة، عدا شباك تهوية صغير جدا اعلى الباب، حتى لا يقدم المسجون على ما يؤذيه، ويقدم له وجبة واحدة في اليوم، امعانا في التأديب، ولا يزوره أحد، ولا يخرج الا للقاء وكيل النيابة، مقيد اليدين. وفي هذه الغرفة انتحر «خنوفة» غير مأسوف عليه طبعا. ولكن لماذا اشغلكم بقصة «بلطجي» من 450 الف بلطجي ندعو الله جميعا ان يلقوا نفس المصير، او يقتلوا او ينفوا من الارض او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف؟ اشغلكم لسببين: الاول انني شاهدت مقطع فيديو للراحل «خنوفة» يقول فيه بوضوح: «حبيب العادلي خلاني اشتغل في المخدرات والسلاح»، كان يقول ذلك في الشارع قبل القبض عليه وهو في عز سطوته محاطا بالعشرات من زملائه واتباعه. وأنار كلامه اللمبة الحمراء في ذهني.. ولم تنطفئ حتى الآن.. السبب الثاني: ان اخر التهم الموجهة ل«خنوفة» كانت محاولة قتل رئيس مباحث مصر القديمة! أي انه تجاوز الخطوط الحمراء في العلاقة بين البلطجي والمباحث. وبعد ان همس احد الضباط الشرفاء في اذني بان «خنوفة» قبل سجنه كان من اهم المفاتيح الانتخابية لعضو برلمان شهير، تساءلت: هل انتحر «خنوفة»؟.. وطالما رجال المباحث العظام يستطيعون القبض على «خنوفة».. الاسطورة، فلماذا لا يقومون بحملة موسعة على كل ال«خنوفات» ال450 الفا المنتشرين في انحاء مصر، قبل موعد الانتخابات الذي اقترب؟ والا انتوا – لا مؤاخذة – عاوزينهم في حاجة؟! حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66