أثار خبر انتحار رأفت عبدالشكور حسن، 33 عاما، الشهير ب«خنوفة» داخل سجن مزرعة طرة، أمس الأول، استياء أهالى عزبة أبو قرن وأسرته، والذين رفضوا تسلم جثته فى البداية، قبل أن يضطروا إلى تسلمها بعد تدخل عدد من رجال الشرطة والجيش، لتشيع جنازته فى ساعة متأخرة من ليل أمس الأول، بعد تشريح الجثة وسط إجراءات أمنية مشددة. وكثفت أجهزة الأمن من وجودها أمام قسم شرطة مصر القديمة تحسبا لأى أعمال شغب، كما حاصرت قوات الأمن المركزى منطقة جامع عمرو بن العاص وعزبة أبو قرن ومقر مدافن الأسرة. «الشروق» انتقلت إلى عزبة أبو قرن بمنطقة مصر القديمة لمعرفة أسرار انتحاره وكيف استقبلت أسرته النبأ. فى شارع ضيق جلست والدته وأشقاؤه وأقاربه يتلقون العزاء من المئات ممن حضروا للمشاركة فى تشييعه (..) انطلقت صرخة عالية من بين الحاضرات: «ابنى لم ينتحر بل قتلوه» بهذه الكلمات بدأت والدته الحديث مؤكدة أنه لم ينتحر وأنه «لم يكن يوما كما صورته وزارة الداخلية». وأضافت: «زوجى ترك لى 5 أولاد وبنتين، وفات لنا ورشة لتصنيع الكرتون، ولكن قبل الثورة حاول رجال المباحث تجنيد ابنى ليعمل مرشدا للداخلية بالعزبة إلا أنه رفض فلفق رجال المباحث له قضية، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات.. بعدها حاول رجال المباحث الضغط على شقيقيه الآخرين ليعملا معهم بحكم أن الورشة التى يمتلكونها يتردد عليها الكثير من الناس، ولأن رأفت وشقيقيه محبوبان من الناس بالمنطقة، رفضا العمل مع رجال المباحث، فلفق لهما الضباط قضايا وحكم عليهما بالسجن لمدة 6 سنوات». نفت والدة خنوفة احتجازها داخل قسم شرطة مصر القديمة لإجبار ابنها على تسليم نفسه يوم 5 يوليو، وهو اليوم نفسه الذى شهد أحداث شغب أمام قسم مصر القديمة، حين اتهمت أجهزة الأمن خنوفة باصطحاب 150 بلطجيا لمهاجمة مقر القسم بزجاجات المولوتوف والأسلحة النارية، ما أسفر عن وفاة أحد المواطنين. وقالت زوجته سامية: «من المستحيل أن يقدم رأفت على الانتحار ويشنق نفسه بهذه الطريقة، لأنه يعلم أنى حامل فى شهرى الثانى وهو كان متشوقا إلى رؤية ابنه وأعتقد أن هناك سرا وراء مقتله، لا يعلمه إلا ضباط المباحث». وأضافت: «خنوفة تزوجنى بعد هروبه من سجن وادى النطرون عقب الأحداث التى شهدتها السجون أثناء ثورة 25 يناير، وتم الزفاف منذ 4 أشهر فقط، ولم أتوقع أن تكون هذه هى النهاية؟، فقد كان مقبلا على الحياة». أحدى شقيقتيه أكدت أنه «أثناء الغسل، وجدنا قطعا بالأوردة الدموية بالكاحلين والساعدين وعندما سألنا الضباط قالوا إن الطبيب هو من قطع هذه الأوردة لانحباس الدم بها». وأضافت: «كيف يمكن لشخص أن يقطع شرايين يده ورجليه ثم يشنق نفسه والعكس»، وقالت: «أجهزة الأمن أجبرتنا على تسلم الجثمان دون مناقشة أى أوضاع». وأضافت: «القضية التى أدين فيها وعوقب بالحبس 10 سنوات، كان محددا لها جلسة نقض فى شهر سبتمبر المقبل وهو ما اضطره لعدم تسليم نفسه لرجال المباحث، ولكن كان ينوى تسليم نفسه أمام المحكمة كما يفعل المسئولين الكبار». وقال عبدالغنى محمد عم القتيل: «كان رأفت ودودا وطيبا ولكن رجال المباحث هم الذين فعلوا ذلك بأبناء عزبة أبوقرن (..) الحملة الأخيرة التى داهمت العزبة كان معظم المطلوبين أمنيا إما أمواتا أو محبوسين على ذمة قضايا أخرى داخل السجون، وهذا يدل على أن الضباط تحفظ الأسماء فقط ولا تعرف من المجرم». وأضاف عبدالغنى أن أجهزة الأمن «استصدرت أذونات من النيابة العامة للقبض على 4 أشخاص من بينهم: سعد محمد مصطفى، المحبوس احتياطيا على ذمة قضية فى طرة، وشقيقه عوض المتوفى منذ 4 سنوات، وشخص يدعى وائل الضبع،محبوس منذ 5 أشهر على ذمة إحدى القضايا. وقال أحمد عبدالجواد أحد أهالى العزبة: «وزارة الداخلية، وضباط المباحث يجبرون الشباب على العمل كمرشدين لديهم مما يجعلهم ينحرفون ويتجهون للاتجار بالمخدرات». كانت وزارة الداخلية قد أعلنت يوم 23 أغسطس القبض على رأفت عبدالشكور حسن وشهرته حسن خنوفة (33 عاما)، عاطل، وذلك من خلال نصب العديد من الأكمنة الشرطية ونشر ضباط المباحث والشرطة السريين بأماكن تردده. وأفادت الوزارة أنه «تنكر ضباط وأفراد الإدارة العامة لمباحث القاهرة بارتداء ملابس لمهن وطوائف مختلفة.. حيث تمكن أحد هذه الأكمنة من تحديد وجود المطلوب أمنيا وضبطه بمنطقة سكنه بعزبة أبوقرن». وأشارت وزارة الداخلية فى بيان لها أن المذكور «من العناصر الجنائية الخطيرة، والهارب من سجن 430 بوادى النطرون فى ذات القضية، ومحكوم عليه هارب فى قضية مخدرات بالسجن المشدد 10 سنوات وصادر ضده العديد من الأحكام فى قضايا ضرب، سرقة، وفض أختام، بالإضافة إلى اتهامه بالتعدى على قسم شرطة مصر القديمة وآخرين من أنصاره فى 4 يوليو الماضى، وقطع الطريق بشارع صلاح سالم اعتراضا على ضبط 21 متهما خلال الحملة الأمنية التى وجهتها مديرية أمن القاهرة فجر يوم 13 يوليو بمنطقة عزبة أبو قرن، ومحاولة اقتحام قسم شرطة مصر القديمة بمقره المؤقت، ونتج عن ذلك وفاة أحد المواطنين». كما تم اتهامه ب«التشاجر مع آخرين وإطلاق أعيرة نارية وإلقاء الزجاجات الفارغة والحجارة وإتلاف 3 سيارات». وأيضا «اتهامه فى قضية شروع فى قتل، واتهامه وآخرين باعتراض رئيس حى مصر القديمة ومرافقيه من عناصر القوات المسلحة أثناء إجراء معاينة لسور المركز الطبى الكائن بمدخل عزبة أبوقرن المقام به بعض المحال بدون ترخيص، تمهيدا لإصدار قرارات إزالة بشأنها، وقيامه برشق الحجارة وإطلاق الأعيرة النارية تجاههم مما تسبب فى إصابة أحد المواطنين بطلق نارى ووفاته وقيامه وأتباعه بإشعال النيران بسيارة شرطة وتحريض أهالى منطقة عزبة أبوقرن على التجمع وقطع الطريق أسفل كوبرى الملك الصالح وإحراق كشك ودراجة بخارية تابعين لمرور القاهرة ومحاولة اقتحام قسم شرطة مصر القديمة بمقره المؤقت». الداخلية: خنوفة انتحر.. وننتظر تقرير الطب الشرعى