نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في 16 يناير مقالا لزعيم حركة "النهضة" التونسية راشد الغنوشي أكد فيه أن طريق الحرية المحفوف بالمخاطر، وأنه لكي تحيا الديمقراطية الناشئة في بلاده, فإنها تحتاج إلى مساعدة من أوروبا, وحلفاء آخرين. وأضاف الغنوشي أن هناك دروسا كثيرة في التجربة التونسية للدول الأخرى, التي في مرحلة تحول ديمقراطي, ومنها أن "نجاح تونس بني على الإجماع في الرأي الذي حمى المؤسسات الديمقراطية الهشة من الانهيار بسبب الصراع السياسي, والتزام تونس بسياسة استيعاب الآخر التي سمحت لها بتجاوز قضايا العدالة الانتقالية والبدء في معالجة عقود من عدم المساواة واقتصاد يعاني من مشاكل هيكلية موروثة، وأنه ليس هناك أغلبية أو أقلية عند بناء أسس الديمقراطية". وكانت "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشرت أيضا مقالا للكاتب ماثيو كامنسكي في 21 نوفمبر الماضي ركز فيه على أسباب نجاح "الربيع العربي" في هذه الدولة, دون غيرها. وقال الكاتب :" إن الدرس الذي يمكن استخلاصه من تونس للمستقبل السياسي للدول العربية هو: لا تهتموا بالشعارات، المهم هو القدرة الإنسانية على تبني الأساليب الأفضل للحكم". وكان محور المقال شخصية زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي, الذي وصفه الكاتب, بأنه هو الذي يعود إليه فضل تقديم الديمقراطية إلى البلدان العربية، رغم هشاشتها في تونس, التي تعتبر استثناء وسط منطقة مزقتها الاضطرابات خلال السنوات الأربع الماضية. وأورد الكاتب مواقف حركة النهضة -بدفع من الغنوشي- التي قال إنها أنجحت تجربة تونس, وأنقذتها من مصير دول الربيع العربي الأخرى, مثل تخلي "النهضة" عن الحكم لصالح حكومة من التكنوقراط، والموافقة على دستور ليبرالي للبلاد, والقبول بنتائج الانتخابات البرلمانية بصدر رحب وتهنئة الفائز المعارض، وعدم ترشيحها لشخص من صفوفها لمنصب الرئيس. واستطرد كامنسكي "ليس المهم أن نعرف ما في قلب الغنوشي، بل يكفي أنه وقف وراء كل ما أوصل تونس إلى هذه المرحلة". واختتم بقوله :"إذا فاز الباجي قائد السبسي في انتخابات الرئاسة التونسية، فإن حزبه سيسيطر على السلطتين التشريعية والتنفيذية, الأمر الذي سيغري بالعودة إلى الأيام القديمة والماضي الاستبدادي".