أثارت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رؤساء الأحزاب بتشكيل قائمة موحدة فى اجتماعه الأخير برؤساء الأحزاب، انقسامًا حادًا داخل الأحزاب والقوى السياسية القائمة. ودعا السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، إلى تشكيل هذه القائمة تنفيذًا لأمر السيسي، وفي حين قبلت بعض الأحزاب هذه الدعوة رفضها البعض الآخر، معتبرًا أن تشكيل قائمة موحدة مستحيل في الوقت الحالي نظرًا لتعدد الأحزاب السياسية على الساحة واختلافها في الرؤى والتوجهات. وقال ياسر حسان رئيس لجنة الإعلام في تحالف الوفد المصري، إن مطالبة الرئيس للقوى والأحزاب السياسية للتوحد في قائمة واحدة من الناحية النظرية، يعد مطلبًا جيدًا لكنه يتنافى مع الواقع والمنطق لصعوبة وضع الأحزاب كافة في سلة واحدة لاختلاف توجهاتها وأيديولوجياتها. وأكد أن وجود أكثر من تحالف انتخابي يحقق التنوع ويثري روح المنافسة بين القوى السياسية وهي ثقافة محمودة تخدم المواطن وتتيح له الفرصة لاختيار الأفضل، مشيرًا إلى أنه كان يفضل أن تستجيب مؤسسة الرئاسة لانتقادات الأحزاب لقانون مجلس النواب إذا كانت تخشى من غزو القوى المعادية للبرلمان كما قال الرئيس. وكشف المستشار أحمد الفضالى، رئيس تيار الاستقلال، أن التيار سوف يطرح مبادرة أمام جميع الأحزاب للاتفاق على قائمة واحدة لخوض الانتخابات البرلمانية، كما طالب السيسي في لقائه بالأحزاب، مشيرًا إلى أن تيار الاستقلال يعكف حاليا على إعداد هذه المبادرة وسوف يعلن عن جميع تفاصيلها بمجرد الانتهاء من التوحد حول القائمة الموحدة. وحذر من حالة الانقسام والفرقة بين التيارات السياسية، مؤكدا أنه لابد من التوحد بين الجميع خلال هذه المرحلة التي تتطلب من جميع الأحزاب والتيارات السياسية إعلاء المصالح العليا لمصر فوق أي اعتبارات أخرى، معربًا عن أمله أن تستجيب جميع الأحزاب السياسية لمبادرة الرئيس السيسى التي تعمل على لمّ شمل الأحزاب السياسية والتوحد حول قائمة واحدة لخوض الانتخابات البرلمانية. وأوضح الفضالى، أن البرلمان القادم هو برلمان استثنائي خاصة أن مصلحة مصر تتطلب في الوقت الراهن التناغم بين مؤسسة الرئاسة التي يقودها بكل كفاءة واقتدار الرئيس عبد الفتاح السيسى وبين جميع المؤسسات بالدولة، وفي مقدمتها مجلس النواب القادم، لأن هذا البرلمان هو الذي له الحق وحده طبقا لدستور 2014 في تشكيل الحكومة القادمة من خلال الحزب أو الائتلاف الحزبي الحائز على الأكثرية أو الأغلبية من مقاعد مجلس النواب. وأكد جورج إسحاق، القيادي بتحالف التيار الديمقراطي، أن توجهات الأحزاب وبرامجها من الصعب جمعها في كيان واحد يتفق عليه الشعب، مشيرًا إلى أن ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بجمع الأحزاب المصرية تحت قائمة موحدة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة أمر جيد لكنه يصعب تحقيقه على أرض الواقع بسبب اختلاف رؤية الأحزاب وبرامجها. وأضاف أن القائمة الموحدة قد تضم عناصر من فلول الحزب الوطني والإخوان، وبالتالي فإن الشعب يرى نفسه أمام خيار واحد فقط ليس له ثان وهو مقاطعة الانتخابات وينتصر في النهاية الفلول سواء من الإخوان أو الحزب الوطني المنحل. ورحب المستشار قدرى الشاذلى، عضو المجلس الرئاسى لتحالف "تحيا مصر" الانتخابى، بدعوة رئيس حزب الوفد، لجميع رؤساء الأحزاب المدنية للاجتماع يوم السبت المقبل بمقر حزب الوفد، لتنفيذ طلب رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. وقال الشاذلى: أعضاء المجلس الرئاسى سيحضرون لقاء السبت في محاولة منهم لتوحيد جميع الأحزاب بقائمة واحدة وإذا حدث ذلك سيدعمها الرئيس شخصيًا. وأضاف عضو المجلس الرئاسى لتحالف "تحيا مصر" الانتخابى، أنه يجب أن يتم تشكيل قائمة مدنية تضم كل الأحزاب في مصر دون محاصصة أو تمييز بين الأحزاب، وأن يتم الاحتكام فقط لمعيار الكفاءة والقدرة عن النيابة عن الأمة في الرقابة والتشريع وتفويت الفرصة على تيار الإسلام السياسي في الوصول للبرلمان.