توقع إسلاميون أن تحمل الأيام القادمة في طياتها انتفاضة شعبية ورسمية على مستوى الزعامات العربية، احتجاجًا على إقدام مجلة "شارلي ايبدو" على نشر رسم مسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، في ظل موجة الغضب الشعبي جراء إهانة الرسول الكريم في الصحف والجرائد الغربية هو من يقود القيادات العربية إلى اتخاذ مواقف رسمية. وقال كمال الهلباوي، أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية والقيادي الإخواني المنشق، إن "حادث شارلى إيبدو يحمل في طياته العديد من الأحداث والوقائع منها، انتفاضات إسلامية متوقعة في بلاد المسلمين، رسمية وشعبية، لنصرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ونصرة الدين الإسلامي والدفاع عنهما". وأضاف أن "هذه الانتفاضات ينبغي أن يخطط لها في شكلها وشعاراتها وأن تنسق جيدًا، وأشار إلى "أن سوء التخطيط أو السلوك أو سوء الأخلاق والتعبير في مثل هذه المناسبات يسئ للإسلام وللرسول". وشدد على أهمية المسيرات المعبرة عن الغضب الشعبي لجموع المسلمين جراء الطعن فى المعتقدات والديانات السماوية والإساءة لخاتم المرسلين، لافتًاً إلى أهمية المظاهرات والندوات والمؤتمرات إذا أحسن القائمون عليها التخطيط لها، وضبطوا إيقاعها، وتحدث فيها أهل الحكمة والعقل والعلم. من جانبه، قال السفير أحمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية السابق، أن "من الصعب أن نجد الزعماء العرب يقودون مسيرة أو حملة للرد على الرسوم المسيئة للرسول، بعد أن ضمت مسيرة باريس العديد من الزعامات والوفود العربية تضامنًا ضد الإرهاب". وأوضح أن "محمد صلى الله عليه وسلم ليس شارلى حتى نساوى فيما بينهم وأن تجاهل هذه البذاءات الغربية هو خير وسيلة لنصرة الرسول". وأكد أن حادث "شارلى إيبدو" له العديد من الجوانب الإيجابية، أهمها أنه وضح للغرب الخلاف الشاسع في الرؤية والمنظور الغربي من جانب، العالم العربي والإسلامي من جانب آخر خاصة في رؤية كل منهما للحريات". وقال جمال أسعد، الكاتب والمفكر، إن الزعماء العرب من الصعب أن يقوموا بمسيرة على نمط باريس يرفعون فيها اللافتات المكتوب عليها "كلنا محمد"، للتعبير عن الغضب الحقيقي جراء هذه الاستهانة بالأديان من خلال الرسوم المسيئة، مشيرًا إلى أن الفكر الغربي يرى في إهانة الديانات المختلفة شيئًا طبيعيًا. ورأى محمد ياقوت، الباحث الإعلامي، أن "العالم العربي عليه تأسيس قنوات وحملات إليكترونية للدفاع عن المقدسات الدينية"، لافتًا إلى أن "هناك تقصيرًا عربيًا على المستوى الإعلامي حيث إنه لا يعطى المساحات الكافية للتعريف بالدين ويغفل هذا الجانب". ولفت إلى إمكانية الاتفاق على شعار يتصدر عناوين الصحف والمجلات والمحطات التليفزيونية، والعديد من الحملات التوضيحية تحت شعار "كلنا فداء محمد". ورفض الإعلامي ياسر عبد العزيز، الدعوة لحملات إعلامية لنصرة الإسلام والرسول، قائلاً "أرفض الفكرة فلا ينبغى أن نضع الرسول كمعادل موضوعي لأي قيمة أخرى فمحمد ليس شارلى". ووصف عبدالعزيز الدعوة لحملات وشعارات لنصرة الرسول بأنها "تديين للأزمة"، منوهًا إلى أنها "ليست حرب أديان وأن التفكير بهذه الطريقة والكيفية قد يأخذنا إلى درجة من التصعيد غير مقبولة". وتابع، قائلاً "معركتنا ليست دفاعا عن الرسول وليست دفاعا عن "شارلى ايبدو" ولكن معركتنا الأساسية حرية الرأى والتعبير فى مقابل نبذ العنصرية والتحريض على العنف والكراهية التى تمارسه ضدنا القوى الغربية. وتصدرت مجموعه من الصحف والمجلات الجزائرية شعار"كلنا محمد" أشهرها جريدة "الشروق" التى تصدرتها مجموعه من الكلمات مثل "كلنا محمد"، "لا للإساءة للأنبياء..لا للإرهاب"، "أنا أتبع محمد" وسارت جريدة "النهار" على نفس المنوال فى تصدر غلافها بوستر بمساحة كبيرة يحمل شعار"كلنا محمد".