الذى حدث فى باريس ضد مجلة شارلى إرهاب صريح والذين قاموا به إرهابيون والحادث وأشباهه يستحقون الادانه ولكن الادانه والتظاهر ضد الإرهاب يفوت الفرصة على العقلاء لدراسة الظاهرة وليس القفز عليها بحالة هستيرية تزيد الإرهاب قوة ولا تقضى عليه، والدليل على ذلك أن هذا العالم الذى يتسابقون إلى رسمه هربا من استحقاقاتهم الحقيقية هو خداع للنفس. فى هذه الحمي قال نتنياهو الذى يعمل منذ عقود على أن يدخل الإسلام والمسلمين بطبيعتهم وليس بسلوكهم إلى طائفة الإرهاب، فأصبح لكل من المتظاهرين جميعا إرهابه الخاص. فالفلسطينيون المطالبون بحقوقهم المشروعة من كيان غاصب أصبحوا إرهابيين وأن قتلهم صار تقربا إلى الله ، كما صار حصار غزة مساهمة جدية فى هذه الحملة،حتي لو تبرات حماس من اخوانيتها او حتي هجرت غزة او تركت السلطة . والمعارضون فى العالم العربى للحكم المستبد هم إرهابيون ويتعين القضاء عليهم حتى لا يكون إلا صوت الحاكم المستبد الذى يزين حكمه بالطغيان وابادة الشعب ومع ذلك تظهر المنطقة العربية وكانها دول فيها ما يشبه الدول ولكنها لا تملك مقومات الدول وأهمها القانون والعدل. فالولايات المتحدة تخطط مع الغرب لضرب الإسلام والمسلمين وهى التى تستخدم الإسلام والمسلمين هذه المرة لكى يقضى بعضهم على بعض ولا ينكر أحد من الباحثين الغربين أن الحركات الإسلامية فى العالم العربى والإسلامى قامت بمساندة أمريكية ،وواشنطن هى التى جندتهم جميعا فى معاركها وأهم معاركها الآن تبرير استغلالها للعالم العربى وتبرير وحشية اسرائيل ضد كل الشعوب العربية وتغذية عوامل التفتيت بوسائل متعددة واهمها دعم الحكام المستبدين لان الاستنبداد هو بداية الخيط فهو الذى يقهر الشعوب ويدفعها إلى الجهل والفقر وتجميد العقل وهو الذى يفتح المدارس والجامعات والمعاهد الدينية التى تسبح بأسمه وتملأ عقول الشباب بالفارغ من الدين لأنه لو قدر لهذه الشعوب أن تفهم دينها فهما صحيحا بعيدا عن دهاقنة الإسلام ودجلهم لما أمكن للحاكم المستبد أن يبقى فى حكمه يوما واحدا.فالنمذج العربي في مقاومة الارهاب الذي تسبب الحاكم في صناعته كالنموذج الاسرائيلي تماما يشعل المنطقة ويكشف النفاق السياسي ، ولذلك ظهرت النظرية التي تقول ان الحاكم كلما كان طاغيا كلما توثقت العلاقات حتي غير الظاهرة مع اسرائيل: فالقهر العربي والاسرائيلي هما اهم اسباب الارهاب والعمليات الانتحارية. فجميع التنظيمات الإرهابية التى تعمل اليوم على تشويه صورة الإسلام والإساءة إلى المسلمين تعمل فى دول إسلامية وبدعم دول إسلامية منذ أن أصبح الإرهاب آداة فى سياسات الدول المستبدة عندما يكون الدين مؤمما والحاكم قد أصبح الها. النتيجة النهائية لهذه الحمي التى تستضيفها باريس بعدالعمليات الإرهابية التى تعرضت لها مدينة النور هى جزء من مخطط لاجلاء المسلمين من الغرب مما سيزيد الصراع ويوجد اسبابا اخرى للعنف. الحقيثقة الثابتة هى أن حركة الشعوب وتلاقح الثقافات لن تتوقف بإغلاق الحدود أو اشعال النار ضد الإسلام والمسلمين، تلك النار الذى يتسابق المسلمون أيضا فى اشعالها فيجب أن يظهر العقلاء ويشيرون إلى مصدر الداء ونلخصه فى الحقائق الخمس الآتيه: أولاً: أن الإرهاب هو العنف الذى يسببه الظلم والقهر كما يسببه فساد العقل وفساد الثقافة والفهم المغلوط للدين مثلما يتسبب من اتجار بعض الدول والجماعات بالدين، ولا يكون الحل هو ما يردده البعض من فصل الدين عن الدولة لأن الإسلام فى الدول العربية يختلف تماما عن المسيحية فى الدول الأوروبية من حيث التاريخ ومكانة الدين ورجال الدين المسلمين الذين كان معظمهم فى خدمة السلطان وهم أهم أدوات النظام فى التضليل والقهر للشعوب، ولذلك انهارت سلطة المؤسسات الدينية الرسمية وظهر الدعاة والمجتهدون والمتاجرون ليسدوا هذا الفراغ الكبير. لهذا السبب لابد من إعادة الاعتبار للمؤسسات الدينية الرسمية بعلاج لا أظن أنه ممكن وهو الفصل بين الضمير الدينى للعلماء وبين السلطان وألا يكون ذهب السلطان وسيفه هما مؤشر الفتوى عند هؤلاء العلماء وهذا أمر مستحيل فى ظل وضع يعتبر الحاكم وبطانته هم الدولة والدنيا والأخرة. الحقيقة الثانية: هى أن الإسلام بريئ من معظم الذين يلتحفون به الذين أصبحوا عبئا على الإسلام ولذلك فان الخراب لهم ولبلادهم والمجد للاسلام ولكلمة الله إلى قيام الساعة. وننطلق من هذه الحقيقة إلى نتيجة هامة وهى من يعلم الشعب حقائق الدين بعيدا عن السلطة بعد أن فسدت المؤسسات الرسمية وألحقت بالسلطان وأصبحت آداة لتبرير الظلم. هذا هو مضمون الثورة الدينية التى يجب أن تجرى فى العالم العربى لأن السلطان هو أس الفساد ورجال الدين أما أن يكونوا مرآة للاخرة أمام الحاكم وأما أن يكونوا أعوان الشيطان يزينون له سوء عمله ولذلك عليهم أن يختاروا بين الدنيا والأخرة بعد أن استحال عليهم التوفيق بينهم وليتدبروا مبادئ الحياة وهى ميلاد وحياة قدر الله فيها أرزاقهم وجعلها مزرعة لاخرتهم وموت فبعث فحساب، تلك دائرة حديدية لا يفلت منها أحد، فليكن عمله فى الدنيا باسم الدين قربي إلى الله وليس تزلفا للحاكم الذى هو جزء من هذه الدنيا. الحقيقة الثالثة: هى أن الاعيب الغرب ضد الإسلام والمسلمين ومكائد اليهود كذلك لم ولن تنقطع ولذلك على المسلمين أن يرتبوا بيتهم من الداخل حتى لا يكونوا طعاما سائغا للمؤامرات ونقطة البداية هى أن يتقى الحاكم العربى ربه قبل شعبه لان التقوى هى أن يقى الإنسان نفسه من غضب الله وليس بالمظاهر الفارغة الأخرى التى يظنون أنها تعطيهم سمت المؤمنين. الحقيقة الرابعة: هى أن الغرب يطبق مبادئ الإسلام الصحيح وهى العدل ومساءلة الحاكم وانفاذ القانون على الجميع ولكن الغرب يجرم فى حق الإسلام والمسلمين عندما يدعم مستبديهم وتفسح بنوكهم خزائنها لأموالهم ويتسترون على فجورهم. ولذلك يتساءل البعض عن أسباب الارهاب من مسلمين ضد الغرب .والإجابة واضحة وهى أن معظم الدول الغربية شجعت مواطنيها المسلمين بل أغرتهم بالتوجه إلى سوريا ولكنها قمعت من توجه منهم لمساندة المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكى للعراق، أى أن هذه الدول الغربية استخدمت مواطنيها المسلمين فقط لضرب الإسلام والمسلمين فى سوريا ضمن خطة اجرامية شاركت فيها بعض الدول العربية، فلما تغيرت الدفة فى واشنطن شددت هذه الدول على مواطنيها العائدين من سوريا بعد أن كانت تشجعهم على ذلك وبعد أن شجعتهم أيضا من قبل على الجهاد فى افغانستان فارتبك الشباب أين الخطأ وأين الصواب خصوصا وأن هذه الدول زينت خروج الشباب للجهاد فى مكان ومنعهم من الجهاد فى مكان آخر بفتاوى دينية فاهتز مؤشر الحقيقة أمامهم. السبب الثانى هو أن الاقليات الإسلامية فى اوروبا تتمتع بحكم القانون الغائب فى بلادهم وباقتصاديات الموقع فى مجتمع متقدم تسوده الحرية وحكم القانون والنظام. أما فى بلادهم فان ارهاب الدولة هو الذى يخلق ارهاب الشعوب، بسبب الاحتباس فى العدل والقهر واصطناع القانون والظلم والمحسوبية وغياب المرجعية العادلة التى يعود إليها الناس ولذلك سجل المصريون أعلى معدل فى الشكوى إلى أولياء الله شفعاء عند الله بدلا من أن يواجهوا الحاكم الظالم تاريخيا الذى تسنده عصابة الدين والدنيا. ولذلك يبدو غريبا أن يتطرف المسلمون فى هذه البلاد وأن يسلكوا سبيل الإرهاب ضد مجتمع أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف وفزع وسهل لهم ممارسة حرياتهم الدينية، إلا أن يكون سببا يحتاج الي دراسة امينة. الحقيقة الخامسة: هى أن الاجراءات الامنية فى حماية الآمنين مطلوبة ولكن تحصين الدولة ضد العنف والإرهاب لا يكون إلا بالقانون والعدل، فما بالنا ونحن نرى هذه الحمي التى اقحم فيها ارهاب الدولة فى إسرائيل وإرهاب بعض الدول فى العالم العربى. أن ادانة الإرهاب امر مطلوب ولكن الاهم هو معالجة جذور الإرهاب بأمانة وتجرد، وليس تقديم المعارضين للنظم والشاكين من القهر والمتململين من الظلم إلى هذه الحمى وإلا كان ذلك ايذانا بانقضاض المجتمع على الدولة والعودة إلى الغاب، ونقطة البداية هى مسئولية الحاكم فى كل دولة. كذلك لا يجوز أن يفهم من هذه الحمى تعطيل القانون أو ادانة الإسلام والمسلمين أو تبرير قهر إسرائيل للفلسطينين لأن هذا القهر وعدم احترام القانون فى العالم العربى ودور بعض النخب الدينية والاجتماعية فى تبرير الظلم فضلا عن الفهم الخاطئ للدين وتوظيفه هى الأسباب المباشرة لأى أرهاب فى أى دولة، خاصة وأن أوروبا مطالبة بالتخلى عن الحكام المستبدين فى المنطقة بعد أن حققت العدل والرخاء فى بلادها التى نتنفس فيها نسيم الحرية. وأخيرا رجاء إلى الدول الأوروبية بأن تؤكد أن حرية الابداع لا يجوز لها أن تطعن المسلمين فى رموزهم، خاصة وأن هذه الحرية لا تمتد إلى رموز غيرهم، وقد عرف الفاعنة فلسفة الحضار عش ودع غيرك يعيشLive and let live