زار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيرس، مخيم "الزعتري" الأردني، اليوم الخميس، للإطلاع على واقع الخدمات المقدمة للاجئين السوريين. و"الزعتري" هو أكبر مخيمات اللجوء الأردنية الخاصة بالسوريين، حيث يضم بداخله ما يزيد على 79 ألف لاجئ، بحسب إحصائيات رسمية أردنية. وخلال الزيارة، طالب غوتيرس المجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساعدة والمساندة للأردن في استضافة اللاجئين ومواصلة تقديم الخدمات الإنسانية وخصوصا في ظل الظروف الجوية السائدة (موجة برد قارس)، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية. وقال غوتيرس: "نظرا للوضع الأمني في المنطقة، فإن هذا يمثل ضغطا كبيرا على الاقتصاد وعلى المجتمع في المملكة، وكرم ضيافة الأردن، شعبا وحكومة، يجب أن يقابله دعم هائل من المجتمع الدولي لمساندة الأردن واللاجئين في هذا التحدي من خلال دعم البنى الأساسية والتحتية كالتعليم والصحة والمياه والطاقة والصرف الصحي والكهرباء، إضافة إلى دعم الموازنة لتمكينها من مواجهة هذا التحدي الهائل". ومضى قائلا إن وجوده هنا هو للتعبير عن تضامنه مع اللاجئين السوريين، "حيث إن تأثير العاصفة الثلجية ما يزال ملموسا ويشكل ضغطا أكبر على ظروفهم المعيشية السيئة أصلا، وبالإمكان الحد من آثار هذه الأزمة إذا كثف المجتمع الدولي جهوده لتخفيف معاناة اللاجئين". وحذر المفوض الأممي من أنه "إذا لم يزد المجتمع الدولي دعمه للاجئين، فستلجأ الأسر لاختيار استراتيجيات تأقلم سلبية أكثر من أي وقت مضى، وعليه سيتسرب المزيد من الأطفال من المدرسة بحثا عن العمل وستتعرض الكثير من النساء إلى خطر الاستغلال". واستمع غوتيرس، خلال زيارته، إلى شرح مفصل من مدير مخيم الزعتري، العقيد عبد الرحمن العموش، حول أعداد اللاجئين السوريين والخدمات التي تقدمها مديرية شؤون مخيمات اللاجئين، خاصة في الظروف الجوية الأخيرة، مضيفا أنه تم تقديم المساعدات إليهم دون تأخير. وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال الناطق باسم مفوضية شؤون اللاجئين في الأردن، علي بيبي، إن "الهدف من زيارة المفوض السامي هو الإطلاع على واقع الخدمات المقدمة للاجئين السوريين في المخيم، وحشد المجتمع الدولي، والتأكيد على أهمية دور الأردن في استضافة اللاجئين، وأن مسؤولية الاستضافة تقع على عاتق المجتمع الدولي وليس على الأردن فقط". فيما قال مدير إدارة مخيمات اللاجئين في الأردن، العميد وضاح الحمود، لوكالة الأناضول، إن "زيارة المفوض السامي أنطونيو غوتيرس جاءت لإبراز العلاقة المميزة بهذه المنظمة الدولية، والتأكيد على عمق العلاقات بين المفوضية والأردن، ولحشد المجتمع الدولي والمنظمات العاملة على الساحة الأردنية من أجل دعم الأردن". ومضى الحمود قائلا إن "الأردن يوجه رسالة دائمة بأنه وغيره من الدول المجاورة لسوريا لا تقوم بذلك العبء نيابة عن نفسها، بل عن المجتمع الدولي، والأردن وغيرها من الدول لن تستطيع الاستمرار بدورها دون دعم". وكان مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين أعلن أمس أن المفوضية بحاجة لمليارين و900 مليون دولار أمريكي لمساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في الأردن هذا العام. وإضافة إلى "الزعتري" توجد في الأردن أربعة مخيمات أخرى هي المخيم الإماراتي الأردني (مريجب الفهود)، ومخيم الحديقة في الرمثا أقصى شمال الأردن، ومخيم "سايبر سيتي". ويضم الأردن ما يزيد على مليون و300 ألف سوري، منهم 750 ألفا دخلوا الأراضي الأردنية قبل بدء الثورة السورية عام 2011 بحكم النسب والمصاهرة والتجارة. ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كم، ويتخللها العشرات من المنافذ غير الشرعية التي كانت ولا تزال معابر للاجئين السوريين الذين يقصدوا أراضيه؛ ما جعل الأردن من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية التي اندلعت منذ قرابة أربع سنوات.