زار المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس اليوم الخميس مخيم الزعتري الكائن بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان)؛ للاطلاع على واقع الخدمات المقدمة للاجئين السوريين. وقد التقى جوتيريس مع عائلات سورية واطلع على أوضاعها المعيشية والخدماتية وأبرز احتياجاتها ومطالبها، فيما قدم مدير المخيم العقيد عبدالرحمن العموش شرحا مفصلا حول أعداد اللاجئين السوريين والخدمات التي تقدمها المديرية لهم، خاصة في الظروف الجوية الأخيرة، مؤكدا على أنه تم توزيع المساعدات كافة على اللاجئين ودون تأخير. وأشاد المفوض السامي بجهود السلطات الأردنية والمفوضية السامية وشركائها في التجاوب مع الحاجات الطارئة للاجئين خلال العاصفة الثلجية الأسبوع الماضي..مطالبا المجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساعدة والمساندة للأردن في استضافة اللاجئين ومواصلة تقديم الخدمات الإنسانية وخصوصا في ظل الظروف الجوية السائدة. وأوضح الناطق الرسمي باسم المفوضية في الأردن علي بيبي أن زيارة المفوض السامي جاءت بهدف حشد المجتمع الدولي لمساعدة المملكة في الاستمرار في تقديم الدعم اللازم للاجئين السوريين، مؤكدا أن مسئولية استضافة اللاجئين لا يجب ان تقع على عاتق الأردن وحده. وقال بيبي "إن الأردن يحتاج لدعم ومساندة المجتمعات الدولية ليستمر في أداء دوره الإنساني على أكمل وجه، مشيرا إلى أن المفوضية تقدم دعما ماليا لعدد 21 ألفا من الأسر السورية الأكثر احتياجا أي ما يقارب 14% من اللاجئين السوريين الذين يعيشون خارج المخيمات". وأشار الناطق الرسمي إلى أنه مع نهاية العام الماضي 2014 تم تحديد أكثر من 10 آلاف أسرة سورية إضافية مؤهلة للحصول على هذه المساعدة، ولكن نظرا لنقص التمويل فإنها لا تحصل على هذا الدعم. وكان جوتيريس قد أعلن أمس أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن والمسجلين لدى مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف مارس 2011 وحتى الآن يبلغ 620 ألفا، في الوقت الذي يقدر فيه المسئولون الأردنيون عدد السوريين على أراضي المملكة بنحو مليون و400 ألف سوري. وتعتبر الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين منذ بداية الأزمة هناك، وذلك لطول حدودهما المشتركة التي تصل إلى 378 كم والتي تشهد حالة استنفار عسكريا وأمنيا من جانب السلطات الأردنية عقب تدهور الأوضاع في سوريا يتخللها عشرات المعابر غير الشرعية التي يدخل منها اللاجئون السوريون إلى أراضيها.