دعا المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس اليوم المجتمع الدولى مجددا إلى ضرورة تقديم المزيد من الدعم إلى الأردن والدول المستضيفة للاجئين السوريين، ومنها لبنان وتركيا والعراق، خاصة وأنه أثبت عدم مقدرته على حل الأزمة السورية حتى الآن وإرجاع السوريين إلى وطنهم وبيوتهم. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده جوتيريس وممثل مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين فى الأردن أندرو هاربر اليوم الأربعاء، فى عمان للإعلان عن دراسة جديدة أعدتها المفوضية بالتعاون مع منظمة الإغاثة والتنمية الدولية بعنوان (العيش فى الظل)، والتى بدورها تكشف عن مدى حجم الكارثة الإنسانية التى يعيشها اللاجئيون السوريون. ويقوم المفوض السامى حاليا بزيارة إلى الأردن تستغرق يومين يلتقى خلالها عددا من المسئولين الأردنيين وجهات مانحة لتنسيق الجهود من أجل أوضاع معيشية أفضل للاجئين ومن أجل دعم المجتمع المضيف، كما سيلتقى خلالها لاجئين بعمان وآخرين فى مخيم الزعترى. وشدد جوتيريس على أن المساعدات التى تقدم لهذه الدول غير كافية لتحمل عواقب استضافة اللاجئين، وخاصة فى هذا الشتاء القارس، مثنيا على جهود السلطات الأردنية والمفوضية وشركائها فى التجاوب مع المتطلبات الطارئة للاجئين خلال العاصفة الثلجية الأسبوع الماضى. ولفت إلى أن خطة الاستجابة الإقليمية للدول المستضيفة للاجئين لعام 2014 لم توفر إلا 54% من احتياجات دول المنطقة و58% من متطلبات الأردن، داعيا إلى ضرورة الاستجابة لخطة الأردن والخطط الوطنية الأخرى لدعم اللاجئين والمجتمعات المحلية المستضيفة لهم. وقال "إن كرم الضيافة الأردنى يحتاج إلى ما يقابله من دعم هائل من المجتمع الدولى لمساندة المملكة واللاجئين فى هذا التحدى، وذلك من خلال دعم البنى الأساسية والتحتية كالتعليم والصحة والمياه والطاقة والصرف الصحى والكهرباء، بالإضافة إلى دعم الموازنة لتمكينها من مواجهة هذا التحدى الهائل". وأفاد جوتيريس بأن إجمالى عدد اللاجئين فى الأردن يبلغ حاليا 620 ألفا، فيما يعيش 84% منهم خارج المخيمات، لافتا إلى أن الوضع الأمنى فى المنطقة يمثل ضغطا على الاقتصاد الأردنى وأيضا على المجتمع المحلى. ونبه إلى أن الأزمتين السورية والعراقية مسئولتان عن تزايد أعداد المشردين من بيوتهم منذ عام 2011 وحتى عام 2013، لافتا إلى أن عدد المشردين جراء هاتين الأزمتين فى عام 2011 بلغ 14 ألفا يوميا مقابل 23 ألفا 2012، و30 ألفا فى 2013. وأضاف جوتيريس أن اللاجئين السوريين يعانون ظروفا صعبة وقاسية جدا بسبب الصراع الدائر فى سوريا، والذى لم ينته بعد، وأيضا لقلة الدعم المالى المقدم من المجتمع الدولى لمساعدة الدول التى تستضيفهم.. ووجودى هنا للتعبير عن تضامنى مع اللاجئين السوريين حيث أن تأثير العاصفة الثلجية (هدى) مازال ملموسا ويشكل ضغطا أكبر على ظروفهم المعيشية السيئة أصلا، محذرا من أن أعدادا كبيرة منهم تعيش الآن فى فقر مدقع وبشكل مقلق. وبدوره، قال هاربر "إن أوضاع مخيم الزعترى خلال موسم الشتاء الحالى تعد الأفضل قياسا بالعام الماضى من ناحية عدد الكرفانات غير أن معاودة رجوع حوالى 16 ألفا إليه من المدن الأخرى مجددا زود إجمالى العدد إلى 95 ألفا منهم 6% فقط يعيشون فى خيام، مؤكدا على أنه سيتم خلال الشهر القادم تزويد الأسر التى تعيش فى خيام بكرفانات لحمايتها فى فصل الشتاء". وأضاف "إننا عملنا ليلة العاصفة الثلجية مع وزارة الداخلية الأردنية، مشيرا إلى أن اللاجئين الذين يعيشون فى الخيام رفضوا نقلهم إلى الأزرق فيما استجاب ما بين 40 إلى 50 لاجئا للذهاب إلى هناك، مؤكدا، فى الوقت ذاته، على أن الحكومة الأردنية تعطى اللاجيء القرار فى اختيار المكان الذى يعيش فيه". ونبه هاربر إلى أن 15 ألف لاجىء كانوا فى الأزرق رجعوا إلى الزعترى.. قائلا "إننا نتوقع انتهاء أزمة الخيام وأن تحصل جميع الأسر على كرفانات، لأننا نريد استقرار سكان الزعترى".