معجزة كانت وراء إنقاذ أطفال الفلسطينية تهاني النجار (35 عاما) من الغرق داخل منزلهم المتنقل "الكرفان" بعد أن تسللت إليه مياه الأمطار الغزيرة التي تهطل على قطاع غزة منذ أربعة أيام متواصلة بفعل المنخفض الجوي "هدى". دقائق قليلة كانت تفصل الأطفال الثلاثة عن الغرق، فقد أنقذتهم والدتهم في اللحظات الأخيرة قبل أن تغرق مياه الأمطار بالكامل "الكرفان" الذي يسكنوه منذ تدمير الطائرات الإسرائيلية لمنزلهم خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وتعالت صيحات خوف الفلسطينية النجار أمام مشهد مياه الأمطار الغزيرة، وهي تتدفق بسرعة إلى داخل الكرفانات الحديدية، التي تأوي أصحاب البيوت المدمرة خلال الحرب الأخيرة، في بلدة خزاعة، شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وتقول النجار ل مراسل "الأناضول" للأنباء" : "منذ أن بدأت الأمطار بالهطول قبل أربعة أيام ونحن نعيش في معاناة، نتيجة دخول المياه لداخل الكرفانات على الرغم من وضع تحصينات رملية وبلاستيكية في محيط الكرفانات". وأضافت النجار "لا أحد من المسئولين الحكوميين يهتم بنا، باستثناء بعض المؤسسات الدولية والمحلية التي تقدم لنا بعض الأغطية التي لا تقينا من البرد القارس ومياه الأمطار التي تتسلل من أسف وجدران الكرافنات التي نسكنها". وأعربت عن أملها أن تتم عملية إعادة إعمار منازلهم التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، في أسرع وقت حتى تنتهي معاناة الآلاف من النساء والأطفال الذين كانوا يقطنون في هذه المنازل. وتساءلت "إلى متى سنبقى في هذه المعاناة ؟، كل يوم أولادي يصابوا بالبرد وأمراض أخرى، ونحن لا نملك ثمن شراء أدوية لهم، إلى متى سنبقى على هذا الحال ؟". وطالبت كافة الجهات المختصة بفتح معابر قطاع غزة وإدخال مواد البناء لتتمكن الحكومة من إعادة الإعمار. ولا يختلف حال فوزي النجار (55عامًا) عن سابقته، فهو الآخر يعاني من البرد القارس ودخول مياه الأمطار لمنزله المتنقل، الذي يعيش فيه 15 شخص من أفراد أسرته، ما جعله أبنائه يتعرضون لأمراض صدرية مزمنة. وقال النجار ل "الأناضول" : "نعاني كثيرًا ونعيش مأساة داخل هذه الكرافانات. منازلنا كانت أفضل بكثير فكان لكل طفل غرفة وسرير وفراش دافئ ولكن الآن جميعنا نعيش في غرفة واحدة لا تتعدى مساحتها 20 مترا مربعا". وأضاف "الكرافانات مصنوعة من ألواح الصفيح فهي في الشتاء باردة جدا وفي الصيف شديدة الحرارة". وطالب المسؤولين الفلسطينيين والأحزاب بأن يسارعوا في عملية الإعمار ويضعوا مناكفاتهم وخلافاتهم السياسية جانبا، حتى تنتهي معاناة آلاف النازحين. وسارعت طواقم الدفاع المدني، اليوم الجمعة، إلى إنقاذ وانتشال العائلات من الكرفانات التي تدفق إلى داخلها المطر، وتسبب بإغراقها. ويقول شهود عيان، لوكالة الأناضول، إن المطر الغزير جنوبي قطاع غزة، تسبب في إغراق أحياء سكنية بأكملها، وتصدع كثير من البيوت المدمرة جزئيا، وتطاير نوافذها. ودمّرت الحرب الإسرائيلية الأخيرة نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.