شهدت المرحلة الماضية ظهور عدد من أعضاء الحزب "الوطني" على الساحة مجددًا، وسط تكهنات بأن يخوضوا الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمقررة أن تكون في الربع الأول من هذا العام حسبما أفادت رئاسة الجمهورية في وقت سابق. كان أبرز هؤلاء أحمد عز أمين عام تنظيم الحزب الوطني السابق، فيما ترددت أنباء قوية عن نية الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ترشحه للبرلمان القادم، خاصة بعد مطالبة عدد من أهالي دائرة السيدة زينب له بالترشح، لتأكيد نزاهته بعد تبرئته من الاتهامات التي وجهت إليه بعد ثورة 25يناير. فهل ستشهد الأيام القادمة رجوع رجل القانون ورئيس مجلس الشعب الأسبق مرة أخرى للحياة السياسية؟، يجب الدكتور مختار غباشي، نائب مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مستبعدًا ترشح رئيس البرلمان الأسبق. وقال غباشي ل "المصريون"، إن "كل قيادات الصف الأول في الحزب الوطني لن تترشح للانتخابات القادمة ولكنهم في نفس الوقت سيترشح قيادات الصف الثاني والثالث من الحزب الوطني أو حتى شخصيات تكون قريبة من قيادات الصف الأول". وأضاف: "الحزب الوطني ورجاله يدركون جيدًا عدم تقبل الشارع السياسي والمواطن العادي لدخولهم للبرلمان مرة أخرى بالإضافة إلى أن الإدارة السياسية في الدولة لن تسمح لهم بذلك". متفقًا معه في الرأي، قال الدكتور خالد متولي، عضو حزب "الدستور"، إن "الدكتور فتحي سرور، لن يترشح للانتخابات البرلمانية القادمة، لأن النظام الحالي يقوم بالعمل بالوكالة من الباطن للنظام القديم فلا يريد ظهور قيادته القديمة إلا من خلف الكواليس ليحركوا عرائس "الماريونيت" من النظام الحالي الموالي لنظام مبارك حتى إذا سقطت عروسة استبدلوها بأخرى دون المساس بمحرك العرائس الأصلي من أفراد نظام مبارك الذي ظهر قويًا ولكن من خلف الكواليس لتعود دولة الفساد إلى أحضانهم. وأضاف متولى: "سوف يقوم الحزب الوطني بترشيح قياداته في الصفوف الثانية والثالثة في الانتخابات ولكن غير المعروفة للعامة، وسينفقون كثيرًا على هذا حتى يستولوا على كل مقاعد المجلس دون أن ينافسهم أي تيار وخاصة الإخوان المسلمين". وأوضح، أن "فتحي سرور وصفوت الشريف (الأمين العام الأسبق للحزب الوطني) وغيرهما من الشخصيات القيادية في الحزب الوطني ستظل مختبئة حتى يهيأ لهم الظهور والعودة إلى الحياة السياسية في الوقت المناسب. مختلفًا مع سابقيه في الرأي، قال محمد حامد، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب "الوسط"، إنه يتوقع ترشح فتحي سرور للانتخابات البرلمانية القادمة، وستكون بالتنسيق من النظام الحالي وفرضه على الشارع، خاصة أن الشارع حاليا يكره عودة وجوه مبارك مرة أخرى. وأضاف حامد، أن الأيام القليلة القادمة ستشهد مفاجآت عديدة بخصوص الانتخابات البرلمانية وستظهر عناصر كثيرة من الحزب الوطني للترشح.