ذكرت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية أن "الربيع العربي", تسبب في أكبر موجة هجرة جماعية في العالم, منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. أضافت الصحيفة في تقرير لها في 4 يناير أن الحروب التي تشهدها دول عربية مثل سوريا والعراق وليبيا، وتزايد حالة عدم الاستقرار في معظم أنحاء العالم العربي، ساهمت في تشريد الملايين إلى أنحاء متفرقة في العالم. وتابعت أن ملايين أخرى من سكان البلدان العربية, التي مزقتها الحروب, هم لاجئون في دول الجوار, أو مشردون داخل بلادهم نفسها, في ظروف إنسانية كارثية. وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من هؤلاء المشردين اضطروا إلى مغادرة بلدانهم في الشرق الأوسط، وركوب مياه البحر الأبيض المتوسط بطرق خطيرة على نحو متزايد، باحثين عن حياة أفضل في أوروبا, مشيرة إلى أن شدة الاضطرابات في بلدانهم, لم تترك أمامهم خيارا, سوى عبور البحر. ونسبت "الأوبزيرفر" إلى المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة ليونارد دويل قوله إن أعداد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين, بلغت أرقاما غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية. وكانت صحفية "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت مقالا للكاتب فانس سيرتشاك في 3 يناير, دعا فيه الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى دعم تونس ومساعدتها. وأضاف الكاتب أن هذه الدولة العربية تستحق الدعم الاقتصادي والأمني من جانب كل من الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وذلك في أعقاب الانتخابات التي شهدتها تونس، والتي نقلت البلاد من تداعيات الربيع العربي إلى الديمقراطية, واصفا تجربتها بالناجحة, قياسا بدول الربيع العربي الأخرى. وبدورها, قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية :"إن الربيع العربي الذي أطلقه التونسي محمد بو عزيزي قبل أربعة أعوام أطيح به على يد عسكريين محترفين في مصر وليبيا. وأضافت الصحيفة "عندما أشعل التونسي محمد بو عزيزي النار في جسده النحيل قبل أربعة أعوام ، لم يكن يعلم أنه سيكون شرارة ربيع عربي أخرج الملايين للشارع بحثا عن الحرية، ولم تكن هذه الملايين تظن أن ربيعها سيتحول بسرعة إلى خريف وحتى شتاء يمطر دماء العباد ويدمر البلاد". وبدوره, لخص الناشط الليبي فتحي الورفلي الأحداث الجارية في بلاده بالقول لقناة "الجزيرة" إن "ما يجري هو أن بعض الذين تم إقصاؤهم بقانون العزل السياسي وبقايا المنظومة السابقة ومن لم يتمكنوا من الحصول على مناصب اجتمعوا في حلف واحد للانتقام من خصومهم مستخدمين شماعة الحرب على الإرهاب، فوضعوا الجميع في سلة واحدة". وفي السياق ذاته, وصف الباحث السياسي الليبي إبراهيم حمامي المواجهة في بلاده بأنها "بين الثوار الذين أسقطوا القذافي، وعناصر تابعة له مع بقايا ليبراليين وعلمانيين بمشاركة من السيسي لوأد الثورة، والأمر ليس اقتتالًا وفوضى عمياء بلا هدف، كما يحلو للبعض أن يصور الأمر، ولا هو شجار بين ثوار الناتو كما يصفه آخرون، وإنما هو صراع بين الثورة والثورة المضادة".