اهتمت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الأحد بعدد من قضايا العالم العربي، ومن أبرزها الانتخابات التونسية وتداعيات مقتل القذافي. ونشرت صحيفة الاوبزيرفر تقريرا عن الانتخابات التونسية بعنوان تفاؤل تونس بأول انتخابات حرة تخييم عليه مخاوف من قبضة النظام القديم.
وتستهل الاوبزيرفر التقرير قائلة إنه على الرغم من أن التونسيون يتوجهون اليوم للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات حرة في بلادهم وفي أول انتخابات تجرى في دول "الربيع العربي"، إلا أن التفاؤل يخيم عليه قلق عميق من حتى بعد مرور نحو تسعة أشهر على الإطاحة بزين العابدين بن علي، لا تزال البلاد تحت سيطرة النظام الفاسد القمعي القديم.
ويقول التقرير إن التونسيين، الذين يفخرون بثورتهم التي استهلت وألهمت الربيع العربي، همهم الأول هو الحفاظ على "ثورتهم غير المكتملة"، حيث يشكو محامون من أن وحشية وقمع الشرطة ما زالت مستمرة حتى بعد سقوط بن علي.
ونقلت الاوبزيرفر عن ناشطة حقوق الإنسان التونسية ايمان تريكي قولها "نتلقى عددا هائلا من حالات انتهاك حقوق الإنسان. لا يمكن اثر ذلك أن تصدق أن الثورة قامت. التعذيب ممنهج.. لم تتغير السبل مطلقا".
وتقول تريكي أن أصحاب المدونات على الانترنت يجري اعتقالهم بصورة "ممنهجة وروتينية" بتهم ملفقة كما يجري اعتقال السلفيين وحتى الأطفال.
أما صحيفة الاندبندنت فركزت على ابتهاج التونسيين بأول انتخابات حرة تجري في بلادهم، حيث عنونت تقريرها عن الانتخابات التونسية بكلمات ناخبة تونسية تقول "لن أستطيع النوم. اشعر بفخر بالغ"
وتقول الاندبندنت إنه طوال الاسبوع الماضي نظمت الأحزاب مسيرات حاشدة وندوات ومناظرات وواجهت أسئلة واستجوابات الناخبين.
أين سيف الإسلام القذافي؟
أما صحيفة صنداي تايمز فتتساءل عن مصير والمكان المحتمل لوجود سيف الإسلام القذافي، الذي تصفه باسم "النجل المفضل" للعقيد.
وتقول الصحيفة إن الالتباس والغموض يخيمان على مصير سيف الإسلام، حيث يقول المجلس الانتقالي إنه فر من سرت ولكنه قال في وقت لاحق إنه أصيب في هجوم للثوار.
ثم تغيرت هذه الرواية إلى إصابته في هجوم للقوات الجوية البريطانية وأسره. كما أشارت تقارير إلى وجوده تحت حراسة في مستشفى زليتن وأنه فقد أحد ذراعيه. ولكن لم تتأكد هذه الرواية أيضا.
وتشير تقارير أخرى إلى فرار سيف الإسلام إلى النيجر، حيث تعتقد أن أخوه الساعدي مختبئ هناك.
وتقول صنداي تايمز إنه في حال إلقاء القبض على سيف الإسلام وهو على قيد الحياة، فإن هذا قد يزيل الغموض عن بعض خبايا وأسرار نظام القذافي، حيث كان الأكثر اطلاعا على خبايا النظام بعد أبيه.
وتشير الصحيفة إلى أن سيف الإسلام كان المسئول عن التعامل مع بريطانيا بشأن إطلاق سراح عبد الباسط المقراحي المتهم بتفجير طائرة فوق قرية لوكربي الاسكتلندية.
كما أنه من المرجح أن يكون سيف الإسلام على دراية بالتنازلات التي قدمتها حكومة توني بلير لليبيا في مقابل الحد من الأعمال الإرهابية وتشجيع النشاط التجاري بين البلدين.
الإرث الدامي الذي خلفه القذافي
صحيفة صنداي تليجراف نشرت تحليلا بعنوان "الإرث الدامي للدكتاتور". ويقول كون كوجلين الذي أعد التحليل إن العالم أصبح أكثر أمنا بعد مقتل القذافي حيث إنه "أصبح غير قادر على نشر طرازه المميز من الإرهاب الثوري".
ويقول التحليل إن القذافي "قد يكون تخلى عن دعمه للجيش الجمهوري الايرلندي وغيره من الجماعات الإرهابية إثر لقائه مع توني بلير في خيمته الصحراوية، ولكنه لم يتخل عن ايديولجيته الراديكالية العربية التي تمسك بها على مدى 42 عاما"
ويقول التقرير إن "الإرهاب كان يسري في دم القذافي كوسيلة مجربة لنشر الفوضى والفرقة بين الغرب وحلفائه".
ويقول التحليل إن القذافي حول ليبيا إلى "سوق للسلاح لكبار الإرهابيين في العالم".
ويشير التحليل إلى ضرورة أن يهتم المجلس الانتقالي الليبي والدول الغربية بالعثور على الأسلحة المتطورة مثل الصواريخ بعيدة المدى وصواريخ أرض جو التي يعتقد أن القذافي قد خزنها في ليبيا والتي اختفت.
ويقول التحليل إنه بعد سقوط نظام القذافي في أغسطس الماضي مشطت فرق تابعة للمخابرات الأمريكية بالاستعانة مع أجهزة الاستخبارات الأخرى مثل المخابرات البريطانية ليبيا بحثا عن هذه الأسلحة والصواريخ ولكنها لم تعثر عليها حتى الآن.