أشارت صحيفة (ذي جارديان) البريطانية إلى الاهتمام الدولى والترقب الذى تحظى به الانتخابات التونسية، خاصةً كونها أولى انتخابات تشهدها منطقة الربيع العربي، بعد التخلص من الديكتاتور، زين العابدين بن على، الذي عرف باستبداده، وهمش الدور التونسي في المنطقة، إلا أن تونس الآن أصبحت مدعاة للفخر، على حد تعبير الصحيفة. وأكدت الصحيفة أن تونس الآن تستحوذ على انتباه العالم العربى والغربى، بينما تستعد للانتخابات التشريعية التاريخية يوم الأحد المقبل، والتى من شأنها كتابة دستور جديد، ووضع خريطة طريق إلى الديمقراطية، تأتى تلك الأحداث المبشرة فى تونس على النقيض مما يحدث فى سوريا والبحرين واليمن من سفك للدماء وبطش بجميع المعارضين. ونقلت الصحيفة عن لاربى صدّيقى، أستاذ العلوم السياسية التونسية، قوله: "إذا نجحت تونس فى تلك التجربة الانتخابية فستصبح تلك التجربة شيئاً جميلاً يجب مضاهاته"، وفى السياق نفسه، قال جورج جوفى، الخبير المغربى "إذا قُدر النجاح للتجربة التونسية فستصبح نموذجاً يحتذى به فى العالم العربى وبذلك ستؤكد تونس على تغير الوطن العربى". وأضافت نادية التركى، صحفية تونسية، قائلةً "تحظى الانتخابات التونسية بمراقبة العالم كله، لذلك سيكون نجاح الانتخابات نموذجاً للآخرين، ولكن هناك الكثير لا يريدون النجاح لهذه التجربة الانتخابية". وذكرت الصحيفة أن تونس تعد أكثر دول شمال أفريقيا تقدماً وتحضراً، زاعمة أن هذا التقدم إنما يعود إلى تبنيها القوي للتقاليد العلمانية، وحمايتها حقوق المرأة، في ظل صلاتها القوية والحميمية بفرنسا، وهو ما يدر عليها الأعداد الهائلة من السياح من جميع أنحاء العالم، ولكنها على الرغم من ذلك تعاني من ارتفاع معدلات البطالة وتفشى الفساد والمحسوبية، وفقا للصحيفة.