انتشرت ظاهرة الإلحاد في العالم الإسلامي بصفة عامة ومصر والسعودية بصفة خاصة في الفترة الماضية، ونجد اختلافاً كبيراً في الأراء التي فسرت سبب ذلك، فبينما يًلقي البعض باللوم على الجماعات التي وصفوها بالإرهابية وممارستها التي شوهت الدين الإسلامي الحنيف، نجد أن البعض الأخر ألقى باللوم على الدولة والعلماء في عدم إيصال صورة الدين الإسلامي بشكل صحيح ودحض الأراء المًشككة فيه ومجادلة المنحرفين فكرياً. الفتوى المصرية وأصدر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية تقريرًا جديدًا، يرصد فيه أسباب تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب فى الدول الإسلامية، لاسيما دول المنطقة التى تمر بمتغيرات سياسية واجتماعية كبيرة، لافتًا إلى أن تشويه الجماعات الإرهابية التكفيرية لصورة الإسلام من خلال تطبيق مفهوم خاطئ للإسلام، وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان على أنها من تعاليم الإسلام. 866 مُلحد بمصر وأكد مستشار المفتى الدكتور إبراهيم نجم أن مركز "ريد سى" التابع لمعهد "جلوبال" قد وضع مؤشرًا للإلحاد فى كل دول العالم، وقال إن مصر بها 866 ملحدًا، ورغم أن الرقم ليس كبيرًا إلا أنه الأعلى فى الدول العربية فليبيا ليس بها سوى 34 ملحدًا، أما السودان ففيها 70 ملحدا فقط، واليمن فيها 32 ملحدًا، وفى تونس 320 ملحدا وفى سوريا 56 ملحدا وفى العراق 242 ملحدا وفى السعودية 178 ملحدا وفى الأردن 170 ملحدا وفى المغرب 325 ملحدا. دور الإعلام السلبي كما نجد أن الملحدين أصبحت لهم ساحات فى وسائل الإعلام ولكن لا يأتون بمشايخ وعلماء لجدالهم، وفى الغالب لا يستطيعون الرد على إدعاءات الملحدين مما يترك أثراً سلبياً على المشاهد ويُشكك فى العقيدة، وكان اخر هذه اللقاءات مع إحدى الملحدات بمصر واستضافتها الإعلامية ريهام سعيد، والتي لجأت الى طرد الملحدة بعد عدم قدرتها فى مجادلتها. الشافعي يُقيم الحُجة وإذا عُدنا قليلاً للخلف، فنجد أن علماء الأمة وفقهائها كانوا مُتمكنين من ذلك فى الرد على المُدعين والمُشككين وإقناعهم. ولنأخذ في الإمام الشافعي عبرة حين ذهب أحد المجادلين إليه ودار بينمها الحوار التالي:- قال له المُجادل :كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!
ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له : هل أوجعتك؟ قال : نعم، أوجعتني !! فقال الشافعي : كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟! فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك : خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار. فقد كان المُجادل يُشكك في وجود الله وخلقه إبليس من النار وانه سيُعذبه في النار، ولكن استطاع الإمام الشافعي من إقناعه ببساطة، وهو ما تحتاج اليه الأمة الإسلامية في تلك الأيام من علماء يرُدون على الملحدين والمُشكيين وليس اعلاميين ليس لديهم فقه أو أقدموا على دراسة الدين والتعمُق فيه.