هل تؤثر التجارب "المهنية" للإنسان من حيث الفشل أوالنجاح على موقف صاحب التجربة من تجارب الآخرين المشابهة من حيث نجاحها أو فشلها؟! . لقد فرض هذا السؤال نفسه علىّ بعد لقاء عابر وسريع جمعني مع الزميل مجدي مهنا في فندق "كونتينينتال" بمدينة نصر ، حيث حضرنا معا الاحتفال الذي نظمته جماعة الاخوان المسلمين بنوابها الجدد الذين فازوا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والذي عقد بالفندق في نهاية العام الماضي . إذ سألت الزميل عن رأيه في "المصريون" ؟ فرد علىّ باستعلاء : سمعت عنها ولكني لم آراها ! فقلت له متعجبا لم : قال: أصل أنا ماليش في الانترنت ! فضحكت وقلت له : أين إذن الحداثة التي تلومون الاسلامين أنهم بعيدون عنها بعد المشرق عن المغرب ؟! ابتسم ابتسامة احسبها مصطنعة وانصرف بهدوء ليجلس بالقرب من "الكبار" على المنصة . كنت اعلم أن مجدي مهنا لم يكن يقول الحقيقة ، إذ قرأت أنا بنفسي وغيري من الزملاء والقراء في زاويته اليومية ب"المصري اليوم" استهلالا اقتبسه نصا وحرفا من "المصريون" .. وتساءلت هل كان هذا الرد البارد والخالي من أبسط قواعد "المجاملة" و"جبر الخواطر" الذي يتحلى به المصريون حتى البسطاء منهم أو من لم ينالوا قسطا من التعليم عامة واصول الاتيكيت خاصة .. تساءلت: هل يرجع ذلك إلى تجربته المهنية في الوفد عندما تولى رئاسة تحريرها وتركها طوعا او كرها ، من غير أن يترك له بصمة عليها ؟! أم إلى تجربته الاعلامية ؟!.. فكلنا يعلم أن الزميل يقدم برنامجا لا طعم ولا لون ولارئحة له في احدى القنوات الفضائية المستقلة .. برنامجا "نعسانا" يبعث على التثاؤب و الكسل لكل من شاهده . ظلت هذه الاسئلة عالقة في ذهني وربما نسيتها مع الوقت غير أني عدت لأتذكرها بعدما اتصل مهنا تليفونيا ببرنامج "على الهوا" الذي يقدمه جمال عنايت ، وهاجم فيه الداعية الناجح واللامع عمرو حالد .. هجوما بلغ مبلغ الشتيمة عندما تكلم "مهنا" وكأنه شق صدر الشيخ واطلع على نيته وعلى ما يضمره في قلبه واكتشف انه لاعلاقة له بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقصد الدفاع عن الاسلام و انما و بحسب ماورد على لسانه إنه يريد "تلميع نفسه" .. ولم ينزل عمرو خالد الذي كان مشاركا في الحلقة منزلته ولم يحفظ له فضلا ولم يراع حتى شعوره كإنسان ليهينه علنا ويتهمه بأنه يتاجر بالاسلام ولايريد إلا المنفعة لنفسه فقط !لا اريد تخفيفا على القارئ أن اتحدث في التفاصيل وكيف رده عمرو حالد بعفة لسان وكذلك د.عبلة الكحلاوي .. كيف رد الإثنان "مهنا" بغيظه ولم ينال خيرا عمرو خالد ربما نختلف معه ولكن المرء لا يملك إلا أن يحترم الرجل و يقدر نجاحه واجتهاده في الدعوة ودوره النبيل في الاخذ بيد شباب لاينفع معهم لغة الدعاة التقليديين لهدايتهم .. لماذا يكره البعض النجاح ويبدي غيرته علنا وعلى الهواء مباشرة؟! . تواتر مثل هذه المواقف من الزميل مجدي مهنا تجعلنا نعتقد أن الامر لاعلاقة له بشفافية النقد وصدق المقصد و نبله ، وإنما يتعلق بشئ في النفوس وموقف عام من أية ظاهرة دينية أو فكرية أو سياسية أوعلمية أو حتى فنية تكون ناجحة وخارج سياق الفشل العام الذي أصاب كل شئ في مصر .. فقط مجرد غيرة من "الناجحين" تسربت إلى النفوس في لحظة فشل صحفي أو اعلامي [email protected]