ليس من المستغرب أن يتضامن بوش ورعاياه مع الدولة الدنماركية في مواجهتها المفتعلة مع العالم الإسلامي ، والذي لايصدق كلامي يمكنه العودة لمتابعة الموقف من الصحفي بنفس الجريدة والذي قرر نشر الكاريكاتير الذي تبنت إيران مسابقته حول الهولوكوست ، فقد كان مصيره الإبعاد رغم إيمان الصحيفة بحرية التعبير والرأي ، وهنا لاأريد أن أردد النغمة السائدة من الكيل بمكيالين لأننا إذا سلمنا بذلك فإننا ننصف هذه العصابة المتآمرة والتي دائماً ما تستخدم الدمى البشرية بعد إقناعها ببعض المصطلحات المستحدثة أصلاً بهدف الإستخدام عند اللزوم ومصطلحات الإرهاب وحرية الأديان وحرية المرأة ومؤتمرات بكين ونيويورك دليل على ذلك. ولقد شاهدت في إحدى الفضائيات ردود أفعال بعض من الشعب الدنماركي المستغرب من رد فعل العالم الإسلامي وتصوير الإعلام الأوروبي - الموجه كما الإعلام الأميركي – لهم مظاهرات النصرة للرسول الكريم بأن من يقوم بها متطرفون وليسوا المعتدلين من المسلمين فجاءت الاستفتاءات لترفض الاعتذار بما أن هذه المظاهرات لاتعبر عن العالم الإسلامي كما يظنون ، فالشعب الدنماركي الصغير لايعرف أصل الحكاية وإنما استُغِل من قبل المتآمرين ليصنعوا من خلاله مواجهة بين العالم الإسلامي ومسيحيو أوروبا. ولما كان الشارع الإسلامي يغلي ويحرق السفارات الدنماركية والنرويجية ويحرق الأعلام أيضا ، وقف الداعية عمرو خالد برؤيته الخاصة للمواقف دائماً والتي فاجأنا بها سابقاً –عند غزو العراق - من ضرورة أن نغير من أنفسنا ، ليؤكد من جديد أنه صاحب منهج عملي واقعي لايسعى إلى الفرقعات الإعلامية والصوت العالي - غير المسموع - بينما هو يضرب في الصميم ، وكما سبق وأقام مؤتمراً لشباب صناع الحياة بلندن للتعبير عن الوجه الحقيقي للشباب المسلم عاد ليقترح إقامة مؤتمر للمتفوقين من الشباب المسلم في عقر دار مسرح الجريمة ليُعَرِفُوا الشباب الدنماركي من خلاله على حقيقة هذا النبي وهذا الدين ولتسمع الدنيا من نكون ، فالشعب الدنماركي كما غيره من شعوب الأرض مضحوكٌ عليه ومغرر به ومنساق بلا هدى لمعاداة الإسلام والمسلمين دون إدراك لسبب هذا العداء الذي بقيت قوى الشر حريصةً على التأكيد عليه وزيادة الفجوة بينهم وبيننا والحيلولة دون الالتقاء في نقطة تقارب قد تضر بمصالحهم إذا أدرك العالم الحقائق ، ساعدهم على ذلك عدم إدراكنا لطبيعة الطريق وإنغماسنا في مشكلات أنظمتنا الطاحنة . إن آذان الدنيا وأبصارها تحاول الآن أن ترانا وتسمعنا لتكتشف الحقيقة فلنكن مبادرين دقيقين في عرض قضيتنا أذكياء في عدم التصادم مع الآخر والسعي لتحييده بل والاستفادة منه ، نستفيد من اخطائنا السابقة التي جعلتنا دائماً في موقف الند بينما كان يجب أن نقابل الدهاء بالحكمة ، والخبث بالأداء المتوازن الذي لايفقدنا هويتنا ويجعلنا أيضاً على تواصل مع الآخر، آن الأوان أن نمارس وظيفة نبينا وندعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. ولأن كل ماينشر ويبث لنصرة النبي الكريم كان باللغة العربية أي أنه موجه للناطقين باللغة العربية المقتنعين أساساً برفض هذه الرسوم كانت كلها - مع احترامنا الشديد للقائمين عليها وجهدهم – كالضجيج الذي تحدثه الملعقة داخل الفنجان - فمن يتأثر بها؟؟!! ولكن المواجهة الحقيقية أن نخاطب هدفنا بلغته وأن نوجه له كلامنا لاأن نشحن الثائرين ليزدادوا ثورة على ثورتهم وتخرج التصرفات غير المسؤولة من ترويع الآمنين والمعاهدين من هذا الشعب في بلادنا ليستغلها أصحاب المصلحة الأساسية في الوقيعة بيننا وبينهم وخلق بؤرة توتر جديدة للعالم الإسلامي لايعرف كيف يدفعها عن نفسه في حرب إعلامية غير متكافئة مع المسيطرين على الإعلام بالعالم ، مع تسليمنا المطلق بضرورة توعية شعوبنا ولكن على أن يأتي ذلك في دوره ومكانته لاأن نعتبره دورنا في صد الهجمه. وختاماً أتخيل لو خرج المصلون من الجامع الأزهر في شكل حضاري دون إنفعالات أو تجاوزات من المتظاهرين وأجهزة الشرطة على السواء معبرين عن حقيقة ديننا الذي يؤمن بالرسل وهم يحملون لافتتين تكتبان بكل لغات العالم إحداها ترفض المساس بالنبي الخاتم ، والأخرى تعلن حبنا لعيسى عليه السلام وأُمََه وليخسأ المتآمرون. [email protected]