أكد الأزهر الشريف أنه يتحمل مسؤولية رعاية أبنائه جميعًا، مهما كان الخلاف بينهم وبين المشيخة، خاصة إذا تعرضوا لمشكلات تحتم تدخل الأزهر فيها لرعايتهم صحيًا أو اجتماعيًا، شريطة أن لا يكون ذلك في أي شأن يتعلق بإشراف القضاء وأعماله حيث لا يتدخل الأزهر من قريب أو بعيد في ذلك. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر في تصريحات خاصة إلى "المصريون"، "اطلعت على ما أشار إليه الأستاذ جمال سلطان رئيس تحرير "المصريون" عن أن الدكتور محمود شعبان الأستاذ بجامعة الأزهر تعرض لأزمة صحية أثناء التحقيق معه وأنه في حاجة إلى رعاية صحية". وناشد وكيل الأزهر أسرة شعبان الاتصال بمكتبه فورًا إذا تأكدت من إصابته واحتياجه لرعاية صحية لم تتوفر له حاليًا. و"المصريون" تتقدم بالشكر والتقدير للأزهر على سرعة استجابته. وقالت "أم معاذ"، زوجة شعبان ل "المصريون"، إن الأسرة عرضت على النائب العام أن يتولى استشاري علاج زوجها، ولكن الطلب قوبل بالرفض، وأكدت الجهات الأمنية أنه تم عرضه على استشاري، وأن حالته الصحية قد تحسنت. وطالبت زوجة شعبان السماح لها بزيارة زوجها، خاصة وأنهم لم يروه منذ القبض عليه قبل شهر من الآن، مشيرة إلى أنه يعاني من ظروف صعبة في محبسه، حيث إنه لايأكل إلاتمرة واحدة في اليوم، ولم يسمح له بدخول العصائر، ما تسبب في تدهور حالته الصحية. وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على الدكتور محمود شعبان، أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر في 24نوفمبر الماضي، من أمام أحدج المساجد بمنطقة حلمية الزيتون، بعد يوم واحد من ظهوره مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه "العاشرة مساءً" على فضائية "دريم"، تنفيذًا لقرار النيابة بضبطه وإحضاره في إحدى القضايا. وقررت نيابة أمن الدولة، حبس شعبان، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات معه بتهمة التحريض على العنف والإرهاب ومناهضة الدولة. وأثناء عرضه على نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس، يوم الأحد لنظر تجديد حبسه، سقط على الأرض، ما أدى إلى إصابته بشلل نصفى بالجهة اليسرى من الجسم، وفقدان القدرة على تحريك ساقه وذراعه الأيسر، بحسب محاميه وأسرته. وتسلمت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار الدكتور تامر فرجاني المحامي العام الأول للنيابة، تقرير مستشفى سجن شديد الحراسة، في شأن توقيع الكشف الطبي على شعبان، والذي أكده أنه بصحة جيدة، ولم يتعرض لجلطة في المخ، وأنه لا يشكو من ثمة أمراض عضوية من أي نوع. وجاء بالتقرير أن محمود شعبان حضر إلى السجن شديد الحراسة في 22 ديسمبر الجاري، وأنه تم توقيع الكشف الطبي عليه بصورة مبدئية، حيث أفاد أمام الأطباء بوجود ضعف في الإحساس بالجانب الأيسر من الجسم والوجه. وتبين من متابعة قياس ضغط الدم لديه أنه في المعدلات الطبيعية ( 120 – 80 ) وأنه يعي الزمان والمكان، ويستجيب للمؤثرات، وعلى الرغم من ذلك فقد تم تزويده بدواء مبدئي للجلطات المخية. وأوضح التقرير أنه تم في اليوم التالي مباشرة ( 23 ديسمبر) إعادة توقيع الكشف الطبي على المتهم، فتبين وجود ادعاء من جانبه، بعدم قدرته على تحريك الجزء الأيسر من الجسم، مع وجود "ضعف بالإحساس وتنميل" في الجانب الأيسر من الوجه، على نحو يعكس أحد أعراض الجلطات بالمخ والتي تحدث عند وقوعها صعوبة في حركة عضلات الوجه. وأضاف التقرير أنه قد أجريت فحوص رسم القلب لمحمود شعبان، والتي أظهرت أنه بصحة جيدة.. كما أجريت أشعات على الصدر والتي تبين منها أنه في حالة صحية جيدة وطبيعية، وأن قياس ضغط الدم له في ذلك اليوم كان ( 110 – 90 ) وأن تسارع نبضات القلب في المعدلات الطبيعية ( 76 ) وانه في حالة صحة عادية وجيدة. وأكد التقرير الطبي أنه تم إجراء كافة التحاليل الطبية اللازمة، من صورة دم، وسيولة الدم وغيرهما، والتي أظهرت نتائجها أنه في حالة طبيعية وجيدة. وذكر التقرير أنه تم عرض المتهم على استشاري الأمراض النفسية والعصبية المتعاقد مع مستشفى السجن، والتي انتهى في تقريره الطبي إلى أن محمود شعبان يعاني من مجرد حالة نفسية عابرة، وأوصى بعلاج نفسي بسيط. واختتم التقرير بالتأكد على أن شعبان ليس في حاجة لأية إجراءات طبية أخرى، وعدم حاجته للحجز في المستشفى، وأن حالته العضوية جيدة جدا، ولا يشكو من أية أمراض حادة أو مزمنة.