انتشرت في بعض المكتبات المصرية وبخاصة في منطقة الفجالة بالقاهرة قصص مصورة للأطفال ذات طرح مريب ومختلف عن قصص الأنبياء للأطفال المعتمدة والمتعارف عليها، فهي تعتمد على تجسيد وتصوير تخيلي للأنبياء، فتارة تظلل وجه النبي محل القصة؛ وتارة أخرى لا تظلل الوجه وتأتي بالشكل كاملاً. أما محتوى القصة فمبسط ومختصر للغاية حيث يتناول في الغالب النسب والمحنة والوفاةوذلك في أسطر معدودة؛ وكأن الهدف هو أن يألف الأطفال صور الأنبياء الذين ملأت صورهم دفتي القصص الملونة. الملفت في القصص أنها مجهولة بلا هوية فلا مؤلف أو معد، ولا دار نشر، ولا مطابع، ولا رقم إيداع بدار الكتب المصرية، ولا موافقة الأزهر الشريف كما هو متبع في حالات قصص الأطفال الدينية، والقصص تباع بمبالغ زهيدة، وذات تصميمات جذابة للأطفال الصغار. مما يثير الريبة حول الجهة التي تروج لهذه القصص في المجتمع المصري، ويثير الأمر كثير من التساؤلات؛ فهل الشيعة لهم دور في ذلك خاصة أن الأسلوب التصويري في القصص يشابه ما يطرح في القنوات الشيعية والدراما الشيعة التي لا ترى حرجاً في تجسيد وتصوير الأنبياء والرسل؟ أم هم أهل الفن والتمثيل والإنتاج السينمائي والذين يفتعلون الأزمات بين الحينوالآخر مع الأزهر الشريف للضغط باتجاه السماح بالأعمال الدرامية المجسدة لصور الأنبياء؛ ومعلوم أن الأزهر الشريف يرفض بشدة وعلى أسس فقهية أصيلة مسألة تجسيد الأنبياء وتصويرهم. وهل للأمر علاقة ارتباطية مع سقطات بعض الصحف المفتعلة لأزمات صور الأنبياء عليهم السلام، وبخاصة في هذه الأيام؟. وإن كان فمن يحرك هذه الضلالات في هذا التوقيت؟. إن على الجهات المعنية ابتداءً التحرك لسحب هذه القصص من الأسواق، وفتح التحقيقات لكشفومحاسبة المسؤولين عن هذا الترويج المشبوه الذي يسعى إلى إفساد عقيدة أطفالنا؛ مع تأكيدنا على الآباء بالانتباه كثيراً عند شراء قصص الأطفال الدينية، والابتعاد عن أية قصص أطفال مجهولة المصدر.