قُتل تسعة أشخاص برصاص قوات الأمن السوريَّة، فيما واصلت دبابات الجيش قصفها لمدينة دير الزور في شرق البلاد، وسط إدانات عربية متصاعدة لحملة العنف التي يشنّها الأسد ضد المتظاهرين. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط قتلى بينهم الناشط السوري البارز معن العودات في درعا بجنوب البلاد، وخمسة في دير الزور بالشمال الشرقي التي تعرضت عدة أحياء فيها لقصف الجيش السوري لليوم الثاني على التوالي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إنَّ العودات سقط حينما كان يشارك في تشييع جثمان قتيل في درعا، سقط على أيدي أجهزة الأمن، موضحًا أنّه استهدف في الرأس. وفي درعا قُتل شخصان على الأقل، وأُصيب عشرات بعد إطلاق قوات الأمن النار على مشيعين داخل أحد المقابر في المدينة، كما أكَّدت مصادر أخرى للجزيرة مقتل شقيق المعارض السوري هيثم المناع في سوريا. وفي دير الزور قال عبد الرحمن، نقلاً عن ناشطين: إنَّ فتاة في الثامنة عشرة من عمرها قُتلت برصاص قناصة قرب الحديقة المركزيَّة في المدينة، حيث سُمع إطلاق النار في حي الجبيلة ساعة الإفطار. وأضاف أنَّ امرأة وابنين لها كانوا يبحثون عن ملاذ آمن فارقوا الحياة عندما أطلقت دورية أمنية الرصاص الحي صباح الاثنين في حي الحويقة في دير الزور. وأبلغ شاهد عيان رويترز أنَّ حي الحويقة تعرض لقصف عنيفٍ من مركبات مدرعة، وأنَّ المستشفيات الخاصة مغلقة، وأن الناس يخشون نقل المصابين للمنشآت الحكومية لأنها تعج بالشرطة السريَّة. كما تحدث عن "مقتل امرأة في حي الجورة برصاص أطلقته قوات الأمن". وأضاف ناشطون أنَّ "الأجهزة الأمنية بدأت حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة الوادي بحي الجورة الواقع غرب المدينة"، موضحين أنَّ "الحملة أسفرت عن اعتقال 34 شخصًا حتى الآن". وكان الجيش السوري قد اقتحم، الأحد، دير الزور، الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق، مما أدّى إلى مقتل نحو 65 شخصًا، بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة السوريَّة. يأتني ذلك فيما توالت الإدانات العربية بعد استدعاء السعوديَّة والكويت والبحرين سفراءها من سوريا للتشاور. وكان العاهل السعودي قد أعلن استدعاء سفير بلاده من دمشق، احتجاجًا على التطورات التي تشهدها سوريا. كما صدر بيان عن مجلس التعاون ندَّد فيه بالمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين. وقال شيخ الأزهر في بيانٍ أصدره الاثنين: إنَّ "الأمر جاوز الحدَّ" في سوريا ولابدَّ من "وضع حدٍّ لهذه المأساة".