هل محض صدفة أم اختيارات مدروسة ذات دلالات محددة وقفت خلف ارتباط اللون الأصفر بشعار الحركات المعارضة، ربما لقدرته على جذب العين، أو لارتباطه بالإنذار كما في كرة القدم، أو لما هو أكبر من مجرد الإنذار كأوراق الأشجار التي ما إن تصفر وتذبل حتى تسقط. ارتبط اللون الأصفر وحركات المعارضة في مصر مع تدشين حركة كفاية، أول حركة من نوعها في مصر تضم ألوانًا سياسية مختلفة، مجتمعة على هدف واحد، مواجهة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ورفض مشروع التوريث، وفي أول مظاهرة لهم 12 ديسمبر 2004 تجمع المئات من الكتاب والسياسيين والنشطاء وأساتذة الجامعات، رافعين لافتات صفراء بكلمة حمراء "كفاية"، وملصقات تحمل نفس الشعار، انتهت الفعالية وظل على جدران دار القضاء العالي الشعار إلى أن أزاله قوات الأمن، إلا أنه ظل يطاردهم بعد ذلك في أماكن عدة، يؤذي أعين النظام كلما رأته، يؤرقه تحركاته، إلى أن نجح في إسقاط النظام في 25 يناير 2011. وبعد 9 سنوات اختلف النظام والشعار وظل اللون واحدًا، فبعد فض اعتصام الإخوان في ميدان رابعة العدوية صممت جماعة الإخوان شعار "أربعة أصابع" وصبغته بالأصفر ورفعته في وجه النظام، إلا أن ذلك الشعار لم يجن إلا سنوات من الحبس لمن يرفعوه، حيث ألقي القبض على العديد من المعتقلين بتهمة رفع شعار رابعة أو حيازة دبوس رابعة أو حتى مسطرته.