يسير بسيارته متطلعا لبانوراما الألوان التى انتشرت فى الشوارع وعلى الكبارى، كلها تدعو للتصويت الإيجابى على الدستور، هالته كمية الدعاية التى حملت أسماء أشخاص وكيانات سياسية وشعبية، واختلفت فى الألوان وتوحدت فى طريقة الدعاية وطريقة الانتشار، والأهم من ذلك ابتعادها عن اللون الأصفر الذى أضحى منذ فض اعتصام رابعة العدوية لوناً يميز الإخوان وشعاراتهم. ارتباط الأصفر بالعنف الإخوانى عزله عن باقى الألوان، حيث أعلنت الأحزاب والتيارات السياسية تأييد الدستور بمصلقات خلت جميعها من اللون الأصفر نهائيا، فتيار الاستقلال لافتاته لونها أخضر (لون شعاره)، وحزب الجبهة الديمقراطية يدعو بلافتات لونها أزرق ورمادى، بينما يدعو حزب المصريين الأحرار باللون الأحمر وألوان علم مصر، سعيد رجب -شاب إخوانى- لا يفوته الهجوم على 30 يونيو والدستور الجديد، مدافعا عن اختيار اللون الأصفر لإشارة رابعة «إنذار للانقلابيين بأنهم هيفشلوا ويتحاكموا»، «سعيد» يترجم ابتعاد القوى السياسية والثورية عن استخدام «الأصفر» بأنه ضعف منهم وانتصار للإخوان «لما بيشوفوا رابعة فى إيدين الآلاف بتظهر عليهم علامات الخوف والقلق». «نعم للدستور.. شارك فى الاستفتاء على الدستور.. ونعم لدستور استقرار مصر»، عبارات تأييد وحشد تدعو بها الأحزاب والقوى الثورية، يؤيد شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، اجتناب لون إشارة رابعة عند تصميم حملة تأييد الدستور «الأصفر لون صحراوى ينم عن تصحر عقول الإخوان وعمرنا ماستخدمناه»، مؤكدا أن كل حزب أو تيار يميزه لون معين، والجميع خارج الأصفر «ظلموا اللى يحب اللون الأصفر معاهم وأصبح من الصعب استخدامه بعد الإخوان لارتباطه فى دماغ الناس بيهم»، وفقا لتوضيحه، الأخضر والأحمر والأزرق ألوان قوية ومقبولة.. هكذا يفسر د. على عجوة، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، ألوان الدعاية للدستور، واصفا «الأصفر» باللون الأبعد فى مجال الإعلان «مزعج ومش جذاب ومحدش بيرتاح له»، يعلق «عجوة» على ألوان ملصقات الحشد للاستفتاء بأنها تخضع لاعتبارات مقصودة مرات ومصادفة أحيانا أخرى «المرة دى أكيد بقصد البعد عن لون رابعة والإخوان».