بسم الله الرحمن الرحيم يقض فيروس أنفلونزا الطيور مضاجع كل المصريين ، والحكومة التي إستشعرت الخطر ربما متأخراً بعض الشيء قد لجأت لإتخاذ التدابير التي من شأنها أن تحول دون إنتقال الفيروس من الطيور إلى البشر .فما حقيقة هذا الفيروس المرعب ، وهل بالفعل يستحق كل هذا الجدل الواسع ، والهلع الذي يعيش فيه الناس منذ إكتشاف الفيروس يوم الخميس الماضي الموافق 16/2/2006 م ، ساعرض على القاريء الكريم سجلاً كاملاً لهذا الفيروس بعدها سيتمكن هو نفسه - القاريء - من الإجابة على كل ما يجول بخاطره من إستفسارات . تاريخ الفيروس إن إنفلونزا الطيور من الأمراض القديمة التي تصيب الطيور ، وقد ظهر هذا المرض في إيطاليا منذ مايزيد على مائة عام تقريباً ، وهو يظهر بإنتظام وعلى فترات في المناطق التي يكون سكانها وشعوبها من الذين يعيشون بتماس مباشر مع الخنازير والطيور الحية . وهناك الكثير من أنواع أنفلونزا الطيور إلا أن أكثرها خطورة هو المعروف بإسم " إتش 5 إن 1 " ، حيث تزيد الإحتمالات بين البشر المصابين بهذا النوع من الفيروس ، ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة . طرق إنتقال العدوى يلتقط الإنسان العدوى عن طريق الإحتكاك المباشر مع الطيور المصابة بالمرض ، ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتهم التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء ، أو ينتقل عبر الجهاز التنفسي ، أما إنتقاله عبر الفم أو الجهاز الهضمي فنادراً مايحدث لأن الفيروس يموت بالعصارات التي يفرزها الجهاز الهضمي . أعراض العدوى على البشر الأعراض التي تظهر على الإنسان بحسب ما ذكره الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة ، متمثلة في إصابته بالحمى المستمرة ، مع شعوره برعشة شديدة ، وإلتهاب الأنف ، بالإضافة إلى نزول إفرازات أنفية ، وعطس شديد ، ويصاحب ذلك " كحة جافة " بالإضافة إلى إلتهاب الزور ، والشعور بآلام شديدة في الصدر والعضلات ، وتعرضه لحالة إعياء شديد ، وضيق في التنفس ، بالإضافة إلى الأعراض المعوية في الأطفال . حقائق عن المرض - المرض متفق على العالم منذ 9 سنوات وتحديداً / منذ معاودة ظهوره في عام 1997م . - الفيروس لا ينتقل من شخص مصاب إلى شخص آخر سليم . - إصابة الإنسان بالفيروس من الدواجن يكون من خلال الملامسة والمخالطة المباشرة ، وفي حالات المناعة الضعيفة ، كما أن الدجاج المطهو لا ينقل المرض . - السلق لدرجة 70 درجة مئوية يكفي لقتل الفيروس - بحسب توصيات مكتب الأوبئة الدولي - لذا فإن كل سكان العالم " وأنا منهم " لم تتوقف عن تناول لحوم الدواجن ، والبيض ، لمعرفتهم بعدم خطورتها ، بينما توقف بعض الناس في بلادنا لجهلهم بطرق إنتقال الفيروس ، وخوفهم غير المبرر . وأخيراً ....... فإن هذا الفيروس صناعة إعلامية بإمتياز ، وبدأت تستفيد منه بعض الشركات لترويج أدويتها ، غير مكترثة بخطر ضرب صناعة الدواجن في الدول النامية التي ننتمي إليها ، تماماً كما حدث مع فيروس " جنون البقر " الذي كان خدعة قامت بها أحد شركات الأدوية ، لترويج أدويتها وماكان بالأمس مصدر قلق للعالم أجمع من " جنون البقر " أصبح اليوم ، مجرد ذكرى تسببت وقتها في إضعاف إقتصاديات الدول المصدرة للأبقار وعلى رأسها " بلغاريا " بعد أن توقفت الكثير من دول العالم عن إستيراد اللحوم من دول اوروبا ، لفترة طويلة . ومقارنة بين أحد الأمراض التي لم تحظى بأية تغطية إعلامية على الإطلاق ألا وهو " السل " عافانا الله وإياكم من شره المستطير ، سأفرد لكم أرقام منظمة الصحة العالمية عن عدد إصابات مرض السل عام 2004 ، تقول المنظمة " في كل دقيقة يصاب ستون شخص بالمرض يتحول منهم الى المرض الفعال سبعة عشر شخصاً ، ويموت منهم ستة أشخاص ، أي أن هناك ثلاثون مليون إصابة ، وتسعة ملايين مصاب فعال ، وثلاث ملايين حالة وفاة كل عام " . ولمقارنة أكثر نورد ما نسميه فيروسات الكريب " الأنفلونزا البشرية " في دراسة حديثة وجد أنه يصاب بها من 5 - 20% من سكان الولاياتالمتحدة ، وحوالي 36000 يموتوا سنوياً بسبب فيروسات الكريب ومشاكلها . ومشكلة المشاكل في العالم " الإيدز " التي تعدت ارقام المصابين " 40 مليون " ، و " 26 مليون " حالة وفاة . ولا أعتقد أن فيروس أنفلونزا الطيور يضاهي فيروس الإلتهاب الكبدي الوبائي المعروف بإسم " سارس " الذي أسفر عن سقوط 800 قتيل ، وإصابة 8400 شخص في جميع أنحاء العالم منذ إنتشاره الأول في نوفمبر 2002م ، حيث إقتصرت حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور " وأكرر الإصابة وليس الوفاة " على عدد يصل الى مائتي حالة إصابة . عزيزي القاريء الكريم .....بين يديك تحليل لهذا الفيروس والقرار بيدك . نحن لا نقلل من شأن هذا الفيروس ، ولكن لا يجب أن نترك الدعاية الكاذبة والإشاعات تسيطر علينا ...... إننا ربما نواجه خطراً محدقاً ، وربما مرضاً عادياً ، لكن يجب أن يتكاتف الجميع .... الحكومة والشعب ...للخروج من هذه المحنة . م.هلال حسن حلبي الشركة السعودية للكهرباء - الخبر المملكة العربية السعودية