عززت الدبابات السورية انتشارها في حماة واحتشدت خارج المدينة الواقعة في شرق سوريا فيما تجاهل الرئيس بشار الأسد التنديد الدولي المتزايد بالهجمات على المحتجين وتقول الولاياتالمتحدة إنه قتل الفي شخص يعارضون حكمه. وفي حماة قال سكان إن قصف الدبابات استؤنف وإنهم يخشون من سقوط أعداد من القتلى اكبر من العدد الذي تم تقديره وهو 135 منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة يوم الأحد. وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار قد أرسل دبابات الى حماة وقتل الآلاف لإخماد تمرد مسلح عام 1982 . وقال احد السكان لرويترز في مكالمة قصيرة بالهاتف الذي يعمل بالقمر الصناعي "إنهم يضربون منطقة الحاضر والأحياء المحيطة بطريق حلب، وان التيار الكهربائي لايزال مقطوعا". وطردت سوريا معظم وسائل الإعلام المستقلة منذ بدء الانتفاضة المندلعة منذ خمسة اشهر على 41 عاما من حكم عائلة الأسد مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الشهود والتصريحات الرسمية. وقال مقيم آخر في منطقة الصابونية وهو يملك مشروعا صغيرا وطلب عدم نشر اسمه امس الخميس "دوت أصوات قصف الدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة في حماة طوال اليوم. نخشى من سقوط المزيد من الشهداء معظم من يسكنون في الحي الذي أسكن به فروا". وتابع أن افراد ميليشيا موالية للأسد ويعرفون باسم الشبيحة يفرغون الشوارع قرب الحرم الجامعي لتنظيم مسيرة مؤيدة للأسد و"كأن شيئا لم يكن في حماة". ويقول نشطاء ومقيمون إن 130 شخصا قتلوا في الحملة التي بدأت حين أرسل الأسد قواته الى المدينة يوم الأحد. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن واشنطن تعتقد أن قوات الأسد مسؤولة عن قتل اكثر من الفي سوري في هجماتها على المتظاهرين السلميين خلال الاحتجاجات الشعبية. واكدت كلينتون مجددا أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن الأسد فقد شرعيته في سوريا وقالت إن واشنطن وحلفاءها يعملون على استراتيجية لممارسة مزيد من الضغط تتجاوز العقوبات الدولية الجديدة التي أعلن عنها امس الخميس. وأضافت قائلة للصحفيين "نعمل على مدار الساعة لمحاولة جمع اكبر قدر ممكن من التأييد الدولي لإجراءات قوية ضد النظام السوري. انني انتمي إلى مدرسة يعلو فيها صوت الافعال على صوت الاقوال". وفي شرق سوريا قال سكان بدير الزور ونشطاء إن مئات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة تجمعت في الأيام القليلة الماضية خارج المدينة خاصة عند تقاطع على طريق سريع يؤدي الى دمشق. وتزايدت التوترات في المدينة الواقعة بالشرق هذا الاسبوع بعد أن خطفت الشرطة السرية في دمشق الشيخ نواف الخطيب شيخ قبيلة البقارة والذي ينتقد صراحة الحملات على المتظاهرين الداعين للديمقراطية. وفي الأسبوع الماضي توغلت الدبابات في دير الزور وبلدة البوكمال على الحدود مع العراق. وشهدت البلدتان احتجاجات قوية على حكم الأسد. وقال نشطاء ومنظمات ان القوات السورية قتلت بالرصاص اربعة محتجين قرب دمشق وفي جنوب سوريا بعد صلاة التراويح امس حين فتحت النار على مظاهرات تطالب بإسقاط الأسد. وقال عبد الله أبازيد -وهو عضو في اللجان التنسيقية للثورة السورية- إن ثلاثة محتجين قتلوا واصيب عشرة اخرون على الاقل بجروح في بلدة نوى قرب درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ خمسة اشهر ضد حكم اسرة الاسد. وأبلغ أبازيد رويترز "المظاهرات تندلع يوميا بعد صلاة التراويح في درعا والبلدات المحيطة". وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة ناشطة أخرى إن محتجا قتل في ضاحية القدم قرب دمشق عندما طوقت اربع حافلات مملوءة بقوات الامن مظاهرة هناك واطلقت النار على الحشد. وقال شهود وناشطون مدافعون عن حقوق الانسان إن قوات الأسد قتلت يوم الاربعاء سبعة متظاهرين على الأقل بعد صلاة التراويح في أنحاء البلاد. وفي مؤشر على أن الحملة على حماة والمدن السورية الأخرى تعزز موقف المجتمع الدولي ضد الأسد قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي قاومت بلاده تنديد الأممالمتحدة بالوضع في سوريا إن الأسد يجازف بمصير محزن اذا فشل في المصالحة مع معارضيه. وتحدث بعد يوم من تأييد روسيا التي لها قاعدة بحرية في سوريا لبيان صادر عن مجلس الأمن الدولي ندد بانتهاكات حقوق الانسان المنتشرة على نطاق واسع واستخدام السلطات السورية للقوة ضد المدنيين. ووسعت الولاياتالمتحدة نطاق عقوباتها على سوريا امس لتشمل محمد حمشو وهو رجل اعمال كبير ونائب بالبرلمان. وتقول واشنطن إنه واجهة لمصالح الأسد وشقيقه ماهر الذي يقود مباشرة قوات من الطائفة العلوية التي تنتمي لها عائلته وتقود الحملات العسكرية. ولم ترق الخطوة التي اتخدتها وزارة الخزانة الأمريكية الى الدعوات التي وجهها معارضون سوريون وبعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لاستهداف قطاع النفط والغاز السوري لإعطاء دفعة للعقوبات التي لم يكن لها أثر يذكر على تكتيكات الأسد. كما وافق الاتحاد الأوروبي على توسيع نطاق العقوبات على سوريا. وقال وزير خارجية النمسا مايكل شبندليجر إن سوريا تزداد عزلة. وقال "نظرا للعنف الذي يمارسه النظام بدم بارد ضد شعبه فإن جبهة الدول التي تبسط يد الحماية على القيادة السورية بدأت تتفتت". وفي حماة قال سكان إن الدبابات توغلت بميدان العاصي الذي شهد بعض اكبر الاحتجاجات ضد الأسد الذي تولى الحكم عقب وفاة والده عام 2000 . وانتشر قناصة على أسطح المباني وفي قلعة قريبة. وتقول السلطات السورية إن الجيش دخل حماة ليواجه "جماعات إرهابية مسلحة" تهاجم المدنيين وتخرب الممتلكات. وتقول إن 20 جنديا قتلوا.