بعد اختفاء عن الأنظار، ظهر حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، والمرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية أخيرًا، ليطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بالانتصار لحق الشهداء، وتفعيل قانون حماية الثورة، والقصاص لهم من خلال محاكمة فورية ناجزة تحقق العدالة الانتقالية. الأمر الذي أثار تساؤلات حول تصريحات صباحي وما إذا كانت تحمل تطورًا في موقفه إزاء السلطة الحالية، خاصة وإنه من المؤيدين لها، فيما يوصف ب "المعارضة المستأنسة" على الرغم من أنه كان المنافس الأوحد للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الانتخابات الرئاسية في مايو الماضي. وقال ثروت نافع، عضو لجنة الأمن القومى بمجلس الشورى السابق، إن "السيسي أخرج صباحي علينا اليوم ليمثل أنه يعود لثوريته، ولكن غرضه الأساسى شق الصف وإنهاء فكره الوحدة التى ترعبهم جميعًا". وناشده فى لهجة ساخرة: "عد يا صباحى لمكانك، فالثورة مستمرة وستنتصر بوحدة شرفائها، وخير دليل شبابها الأطهار من كل الاتجاهات والذين لم تنجسهم مصالح نخب فاسدة". من جانبه، قال حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط، إن "النسر العصفورة" ظهر مجددًا فى الأسواق كومبارس السيسي، فبات جليًا استدعائه عند اللزوم لصالح نظام مبارك.. وكل مرة حاضر بقوة.. ينطلق بشعارات حنجورية رنانة متلبسًا ثيابًا ثورية تظهر عند اللزوم.. مرة مطالبًا الشباب الثورى أن ينزلوا بجوار فلول نظام مبارك وألا يبالوا من بجوارهم فى الميدان". وتابع "ثم "يكمٓل جميله" بدور الكومبارس فى مسلسل تنصيب نظام مبارك مجددًا فى وجهه الأقبح.. واليوم يكمل مسيرته ساعيًا لإفشال محاولات توافق شباب الثورة بخطاب حنجورى متلبسًا ثيابه الثورية مجددًا بعد أن تم غسلها وكيها جيدًا بعد معركة تنصيب السيسى حامية الوطيس". وأضاف: "ولم لا فالسعى لإفشال وحدة شباب الثورة وإثارة الفرقة بينهم، دور لا تقل أهميته فى وأد الثورة وإهدار دماء الشهداء عن دور تنصيب السيسى الذى أعاد مبارك و نظامه بشكل أكثر فجاجة و قبحًا". واستدرك عزام قائلاً: "فلتخرس ألسنة هؤلاء الذين يزايدون على الشباب فى كل وقت لإفشال الثورة.. دعوا الشباب يتوحد لاستعادة الثورة وليتحقق القصاص العادل لدماء الشهداء.. دعوا الشباب الطاهر فما زال هو الأمل الذى لم يتلوث.. ولا تستمروا فى تمثيل أدوار باتت مفضوحة". واختتم ساخرًا "ويقولك "أطالب الرئيس السيسى بالتدخل..." عيب عليك يا كبير، فإن لم تكن تمتلك مرآة.. فالناس كلها تراك". لم تقتصر الانتقادات ضد صباحي على الإسلاميين والموالين لهم، فقد طالته حتى ممن كانوا يمتدحون بالأمس مشاركته في الانتخابات الرئاسية. ووصف محمد نبوى، المتحدث باسم حملة "تمرد"، صباحى بأنه "يتاجر بدماء المصريين لأجل مصلحته الشخصية، وبالاعتماد على دعم الإخوان الذين ساندوه فى الانتخابات السابقة". فيما اعتبر الكاتب الصحفى، مصطفى بكرى، المتحدث باسم "ائتلاف الجبهة المصرية"، أن تصريحات صباحى المتعلقة بأحكام براءة نظام مبارك، تؤكد أنه يريد قضاء تفصيل، كما أنه يدعو للتظاهر بهدف الإساءة للقضاء المصري. وأشار إلى أن صباحى ارتضى بالدستور ووافق عليه وترشح وفق ذلك، وتساءل: "كيف يرفض الدستور الآن؟"، مضيفًا، أن مصر لا تحتاج لدولة فوضى باسم الثورة ولكنها تحتاج دولة مؤسسات.